حول كيفية تفادي خطر احتمالية ندرة المياه في المستقبل في ظل أزمة المياه التي يشهدها العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، أشار ضياء الدين القوصي - نائب رئيس المركز القومي لبحوث مياه مصر - إلى أن المشكلة الأساسية في الموارد المائية بشكل عام هي أن المورد المائي على مستوى الكرة الأرضية شبه ثابت؛ بسبب أن مسطح البحار ثابت ومسطح اليابسة ثابت، كما أن المياه الموجودة في النباتات ثابتة. وأوضح أن العالم قد وصل إلى المليار الأول للتعداد السكاني عام 1800، والمليار الثاني أخذ مائة سنة والمليار الثالث أخذ خمسين عاماً، ونحن الآن في المليار السادس، وفي عام 2050 من المفترض أن نصل إلى المليار السابع. كما أشار إلى أن مصر في عام 1800 كان سكانها اثنين ونصف مليون، وكان نصيب الفرد من المياه 20 ألف متر مكعب، أما اليوم فإن تعداد مصر يقارب المائة مليون، ونصيب مصر يقل عن السبعمائة متر مكعب، وهذا يهدد أمن الشعب، لافتاً إلى أن احتياجات البشر من المياه تتزايد باستمرار، ومؤكداً أن الثورة الصناعية أيضاً أدت إلى استخدام جزء كبير من المياه في الصناعة، كما أن المستوى المعيشي للأفراد يتزايد، وهذا يتطلب سحب كميات إضافية من المياه. من جهته رأى المحلل الإستراتيجي فيصل شريف أن التغيرات المناخية التي نراها اليوم تؤدي إلى ندرة المياه في بعض المناطق، مشيراً إلى أن دولة مثل أوروبا قد تعاني اليوم من ندرة المياه بسبب تقلبات المناخ في العالم التي ستنعكس سلباً على الثروة المائية التي هي أساس الحياة. كما أكد - خلال حديثه لبرنامج لقاءات تركية على قناة TRT العربية - أن الدول العربية الآن تهتم بالثروات الطبيعية كالبترول والغاز، ولا تركز على المياه التي هي أساس الحياة، مؤكداً أن البترول لا قيمة له بدون وجود المياه، كما أنه لا يتم التركيز على أحقية الأجيال القادمة في الثروة المائية والنفطية. وأوضح أن المشكلة الأساسية ستكمن في أن استخدامات المياه متعددة، ويذهب جزء كبير جداً منها في الزراعة من أجل الحصول على مواد غذائية، وبالتالي فمن المتوقع أن تتبادل الدول - مستقبلاً - الماء بالبترول كل حسب احتياجاته.