تقع محافظة "ظهران الجنوب" جنوب المملكة على ارتفاع قدره 2800 قدم عن سطح البحر، وتبعد عن مدينة "أبها" حوالي 130 كيلو متر، وعن "نجران" 110 كيلو متر، وتتبع إداريا لمنطقة "عسير" . وتعتبر ظهران من أهم محافظات الجنوب بسبب موقعها الاستراتيجي المتميز فهي من أقرب النقاط للحدود السعودية اليمنية ويوجد بها منفذ حدودي دولي هو منفذ "علب" والذي يبعد عن وسط المحافظة بحوالي 15 كيلو متر. تتميز "ظهران الجنوب" بمواردها الطبيعية وجوه المعتدل صيفاً، إضافة إلى كثرة الأمطار وخضرة أرضها وهي مدينة جميلة تشتهر بالغابات الكثيفة مثل غابات "الطلح" و"السدر" نتيجة وجود الجبال العالية التي تتخللها الأودية الكبيرة، كما تشتهر بالسدود الكثيرة ومنها سد "وادي عراعر" وسد "القبضة" و"آل فروان" و"العشه" وسد "الطلحة" إلى جانب البساتين الباسقة والمنتزهات الجميلة. هذا إلى جانب النقوش المحفورة علي الأحجار والرسوم والمناجم وصور الجمال والكتابات السبئية والثمودية والتي تحكي تاريخاً قديماً لتجارة قريش التي كانت تمر من تلك المنطقة في رحلة الشتاء إلى اليمن ومن ثم عرفت منطقة ظهران الحضارة منذ القدم فكانت أشبه بالواحة والاستراحة التي ترتادها قوافل التجار والمسافرين للاستراحة والتزود بالمياه وخيراتها وتبادل السلع وعقد الصفقات إلى آخره. ومن معالم "ظهران الجنوب" أيضاً جبل "شثاث" ولونه داكن مائل إلى الزرقة كلون السماء ويعتبر أعلى نقطة في منطقة بلاد وادعه كما يتميز بارتفاعه الشاهق. وهناك بعض الأودية الجبلية علي ضفاف أشجار السدر والكروم مثل وادي "عين عبس" و "الضيق" و "الشط" ووادي "المجزعة" إلى جانب وادي "الشعبة" غرب ظهران حيث الطبيعة الساحرة التي تضفي قدراً من البهجة والتفاؤل في نفوس زائريها. وتعد الصناعات الشعبية من أهم ما يميز أهالي المنطقة خاصة "الحياكة" حيث تغزل البدويات الصوف علي شكل خيوط ثم يقوم الحائك بصبغها بألوان عديدة ونصب أدواته على الأرض كالمنوال لينسج المفروشات مثل اللحف والأبسطة وبيوت الشعر، أيضاً صناعة "المقالي" من الصخر وذلك بعد صقل الكتل الصخرية وتهذيبها لتكون على شكل أواني يحفظ فيها الطعام والماء. بجانب الفنون التراثية التي تدل على عراقة وروعة الماضي مثل "المغرد أو الزامل" وهو لون شعبي يسير فيه رجال وشباب القبيلة في صفوف ويرددون المغرد أنشودة محلية تمجد روح الشجاعة والإقدام، وكذلك "الدورة أو القزوعي" وهو لون شعبي أيضاً حيث تشكل القبيلة دائرة كبيرة يتوسطها الشيوخ ليقودوا العرضة مستمتعين بقصائد الشعراء التي تعبر عن النخوة والشهامة العربية الأصيلة. ويعتبر "طريق الفيل" وهو الطريق الذي سلكه أبرهة الحبشي مع جيشه لهدم الكعبة المشرفة و"مسجد علي بن أبي طالب" و "مسجد خالد بن الوليد" أشهر تلك المعالم ومع الأسف اندثر أكثر من 80 % من معالم هذا الطريق الأثري بفعل عوامل التعرية وتعدي بعض الأهالي على مواقع منه لجهلهم بأهميته. وتشهد محافظة ظهران الجنوب نهضة إنمائية وحضارية في شتى المجالات وتكتمل فيها المراكز والمرافق والإدارات الحكومية، وتحظى المحافظة بإقبال كثيف من السياح سنويا كونها من أروع أماكن المملكة.