يقول العلماء: إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفر بكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة من دماغك للتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسان الكثير من المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقام منه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد؛ بل ومن روائع القصص في الاثر: أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة قط ... تأملوا هذا الرجل ما هو مصيره..!؟ إلا أنه كان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدتَ مُعسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عني، فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة.... يا الله ( الجنة) مقابل قليل من التسامح. واليوم و القلوب تخفق شوقاً لإستقبال شهر الرحمة والعتق من النيران ..شهر رمضان المبارك كيف لا وقد جعل الله صيامه بغير حساب لما فيه من مجاهدة وتربية وتهذب للنفس البشرية ..أجد أن للتسامح طعمٌ أشهى بل ومن شكر نِعم الله علينا أن أحيانا حدّ أن وصلنا لشهر رمضان ( أتصوّر ) أن من أفضل أيات شكر تلك النعم أن نتسامح مع من إختلفنا معهم فرمضان فرصة لنشر الود والتواصل ودحر الحقد والحسد من قلوبنا ... وكم أعجبني والله قول الفيلسوف ( فوليتر ) عن التسامح حينما تساءل وأجاب قائلاً ...ما هو التسامح ؟ إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية ، إننا جميعاً من نتاج الضعف ، كلنا هشّون وميالون للخطأ ، ولذا دعونا نسامح بعضنا البعض ونتسامح مع جنون بعضنا البعض بشكل متبادل. ولعله من الأجمل أن أختم كلماتي هذه بقاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية العامة في التسامح .فقد وضع قاعدةً للتسامح في حياته السلوكية والعملية ، هذه القاعدة هي مقولته المشهورة : « أحللت كل مسلم عن إيذائه لي». أبلغنا الله وإياكم شهر رمضان ونحن بوافر الصحة وبجزيل من التسامح مع كل الناس. بقلم / شادن الغربية