حول مدى قدرة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على التجاوب مع الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لاستئناف مفاوضات السلام. أشار الكاتب والمحلل السياسي "إياد البرغوثي" إلى أن زيارة الوزير "كيري" ليس من ضمن اهتمامها الكبرى القضية الفلسطينية، على الرغم من أن الظاهر يبدو وكأنه اهتمام بالقضية من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات. ولفت إلى أنه من الممكن أن يكون هدف الزيارة هذه المرة هو الاهتمام أكثر بالقضية السورية، التي تعد محور اهتمام "الولاياتالمتحدة" الآن، نظراً لأنها هي الشغل الشاغل الآن للكثير من دول المنطقة والعالم. كما أشار إلى إرجاع الطرفين إلى الحوار مرة أخرى، على الرغم من اعتراض "أبو مازن" على المفاوضات، إلا في حالة وجود مؤشرات إيجابية تعمل على تحقيق خطوات مبشرة في إطار العملية الاستيطانية المعقدة. وأكد - في حواره لبرنامج ما وراء الخبر المذاع على قناة الجزيرة - أن "عباس" لا يمكن أن يخضع للضغوط الأمريكية، وأن يعود للحوار في حال تمسك "إسرائيل" بموقفها من الجانب الاستيطاني؛ لأن ذلك سيضعه في موضع محرج أمام شعبه أولاً وأمام العالم العربي ثانية. وأضاف: إن المهم في تلك الزيارات هي أن تكون هناك استجابة لمطالب الإسرائيليين، خاصة فيما يخص الجانب الاستيطاني، وما يخص الأسرى الفلسطينيين، إلا أن "إسرائيل" تتعنت بشروط لا يمكن الموافقة عليها. وقال: إن القضية الفلسطينية الآن ليست محور اهتمام كبير من قبل "الولاياتالمتحدة" أو "إسرائيل"، ولكنها قد تكون محاولة لتطويق النتائج التي من الممكن أن تنتج من الأزمة السورية، ولذلك تصعد عمليات التدخل. من جانبه رأى "ماثيو داس" - محلل سياسي في مركز التقدم الأمريكي - أن كيري إذا نجح في حمل الطرفين إلى طاولة المفاوضات، فإنه بذلك سيكون قد نجح نجاحاً كبيراً، ويكون قد حقق نتائج إيجابية من تلك الزيارات التي قام بها خلال تلك الفترة منذ توليه لحقيقة وزارة الخارجية. كما أكد أن هدف "كيري" من هذه الزيارات ليس العمل فقط على عودة الطرفين إلى طاولة الحوار من أجل المفاوضات، وإنما الهدف أيضاً هو العمل على حل النزاع نهائياً بين الطرفين والانتهاء من تلك المفاوضات إلى حل جذري. وذكر أن جهود الوزير ترمى أكثر إلى إعادة إطلاق المبادرة العربية أولاً، وقد حاول أن يدفع بالجامعة العربية وما بها من بعض القضايا التي ذكرت "إسرائيل" أنها قلقة كثيراً بشأنها، ولكن يبقى غياب الثقة بين الطرفين.