يلتقي اليوم الخميس في المباراة الاولى اسبانيا وتاهيتي في الساعة العاشرة مساءً حيث تبحث اسبانيا (بطل العالم) عن الصعود مبكراً للدور الثاني على حساب تاهيتي المتواضع وفي المباراة الثانية تلتقي نيجيريا واورجواي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. فالنيجيريون يريدون أن يحصدوا الثلاث نقاط والصعود مبكراً قبل مواجهة اسبانيا في الجولة الاخيرة. اما المنتخب أوروجواي فهو يبحث عن تعويض خسارته الاولى أمام اسبانيا ويستعد بعض من حظوظه في الصعود للدور الثاني. اسبانيا × تاهيتي على رغم تفوقه التام على مدار معظم فترات المباراة، كان تراجع الضغط الهجومي للمنتخب الاسباني وبعض التراخي الذي ظهر في الأداء في نهاية مباراته أمام الأوروغواي ، كفيلا بقلب النتيجة رأسا على عقب.صحيح ان المنتخب الاسباني بطل العالم واوروبا حقق انطلاقة جيدة بفوزه 2-1 بيد ان ثمة أسئلة عدة تفرض ذاتها. من المؤكد أن اللعب بأقصى قوة عندما تتطلب الحاجة فقط هو من سمات الفرق العملاقة لكنه في الوقت نفسه يشبه الحبل المشدود الذي يسير عليه البهلوان. هذا ما حدث تماما امام الأوروغواي اذ قدم الاسبان أقصى ما لديهم في الشوط الأول حيث سجلوا هدفين عبر بدرو رودريغيز (20) وروبرتو سولدادو (32) ثم تراجعوا تماما في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل لويس سواريز (88) هدف الاوروغواي الوحيد. وشارك حارس ريال مدريد ايكر كاسياس وقائد المنتخب اساسيا في اللقاء بعد ان غاب عن مباريات فريقه اثر استبعاد مدرب الفريق السابق البرتغالي جوزيه مورينيو له. ويسعى المنتخب الاسباني جاهدا للفوز بكأس القارات بعدما خرج من المربع الذهبي للبطولة الماضية العام 2009 في جنوب أفريقيا اثر هزيمته المفاجئة أمام المنتخب الأميركي صفر-2. معلوم ان كأس القارات هي اللقب الوحيد الذي ينقص المنتخب الاسباني المتوج بطلا لأوروبا في 2008 و2012 وبطلا للعالم في 2010. ومن أجل الوصول الى النهائي، يحتاج لاعبو «لا فوريا روخا» إلى إدخار مجهودهم البدني وطاقتهم بعد الموسم الطويل والشاق الذي خاضه اللاعبون مع أنديتهم. وإذا كان بإمكان الفريق حسم المباراة في شوط واحد، فلماذا يزعج نفسه باللعب بكل سرعته وطاقته على مدار 90 دقيقة؟ ويقف الفريقان (الاسباني والتاهيتي) على طرفي نقيض في ما يتعلق بكرة القدم حيث يضم منتخب تاهيتي محترفا واحدا فقط بينما يعتمد على مجموعة من الهواة منهم من يعمل بالتدريس أو قيادة الشاحنات أو توصيل الطلبات الى المنازل أو كمحاسبين فضلا عن تسعة عاطلين عن العمل. وتبدو المباراة كنزهة سياحية بالنسبة للمنتخب الاسباني حيث أعرب إيدي إيتايتا مدرب تاهيتي عن أمله في أن «يتجنب الفريق الهزيمة صفر-20 أمام اسبانيا». وقال فيسنتي دل بوسكي مدرب منتخب اسبانيا: «مع تقدمنا 2-صفر، بدأ اللاعبون في كبح قوتهم واندفاعهم. لكن إذا كنا بحاجة إلى إنهاء المباراة بكامل قوتنا كنا سنفعل». ومن المتوقّع أن يشكّل منتخب تاهيتي جسر عبور للمنتخبات للتأهّل إلى الدور المقبل، خصوصاً أن نتائجه في التصفيات الأوقيانية المؤهّلة إلى مونديال البرازيل كارثية بخسارته في أربع مباريات متتالية.وأسقطت تاهيتي كلّ الرهانات خلال مشوار التأهّل إلى كأس القارات، وهي تعرف أن ما ينتظرها في البرازيل هو أكبر بكثير.يذكر ان تاهيتي تلقت هزيمة قاسية أمام نسور نيجيريا في الجولة الاولى قوامها (6) أهداف مقابل هدف. نيجيريا × أوروجواي بدأ الحلم الغابر يعود تدريجيا الى انصار المنتخب بعد تعيين الدولي السابق ستيفن كيشي مدربا للمنتخب اواخر العام 2011 واحرازه كأس الامم الافريقية مطلع العام الحالي في جنوب افريقيا والذي وضع حدا لفترة طويلة استغرقت حوالي 20 عاما من القحط على الصعيد القاري. واقدم كيشي بشجاعة منقطعة النظير على المخاطرة من خلال استبعاد بعض اللاعبين الاساسيين في حملته الافريقية والاعتماد على منتخب شاب يضم في صفوفه عددا لا بأس به من اللاعبين في الدوري المحلي ما سمح لبعض الاسماء الاقل شهرة مثل ايمانويل ايمينيكي هداف كأس الأمم الافريقية وصنداي مبا مسجل هدف النهائي في البطولة ذاتها، باثبات قدرتهم على التألق على الساحة القارية. وعلى غرار العديد من المشاركين في كأس القارات، لم يكن مشوار نيجيريا بعد التتويج في جنوب افريقيا على مستوى الطموح والدليل تعادلها في التصفيات المؤهلة الى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل ايضا مع كينيا 1-1 بشق النفس وبفضل هدف متأخر لنامدي اودوامادي (88) ابقاها في صدارة المجموعة السادسة بفارق الاهداف أمام ملاوي. يعقد عشاق منتخب نيجيريا امالا كبيرة على صانع الالعاب المتمرس جون اوبي ميكل (26 عاما) لتقديم الافضل مع رفاقه في هذا المونديال المصغر بعد ان اكتسب الخبرة والنضج الكروي في القارة العجوز من خلال هجرته اليها صغيرا السن وتحديدا عندما كان في السابعة عشرة. ولفت ميكل الانظار خلال مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة العالم للناشئين في فنلندا عام 2003 وكان وقتها يلعب مع فريق بلاتو يونايتد المحلي، انضم بعدها الى اياكس كايب تاون الجنوب افريقي لموسم واحد، وكان تألقه في بطولة العالم للشباب في هولندا عام 2005 عندما قاده الى المباراة النهائية التي خسرها امام الارجنتين 1-2 واختير ثاني افضل لاعب في البطولة، جواز سفره الى لين اوسلو النروجي. لعب ميكل 6 مباريات فقط مع لين سجل خلالها هدفا واحدا، فقرر مانشستر يونايتد الانكليزي التعاقد معه وتوصلا بالفعل الى اتفاق بيد ان تشلسي دخل على الخط وخطف خدماته صيف 2005، ما ادى الى نزاع بين قطبي الكرة الانكليزية لكن اللاعب النيجيري كشف لاحقا انه لا يريد اللعب مع "الشياطين الحمر" وهو اجبر على التوقيع مع الاخير، علما بانه كان حينها في الثامنة عشرة من عمره فقط. توج ميكل مع تشلسي بعدة القاب محلية لكن الانجاز الابرز في احراز دوري ابطال اوروبا عام 2012، فضلا عن الالقاب الفردية كافضل لاعب واعد مع الفريق اللندني (2007 و2008) وافضل لاعب واعد في القارة السمراء (2005 و2006). وبلغ اوبي ميكل الذي يتمتع ببنية هائلة، حاليا قمة النضوج، ولعب في كأس الامم الافريقية الاخيرة دورا مزدوجا باهرا فكان خير سند لخط الدفاع الشاب وخير مهين للمهاجمين. وإذا ما استطاع منتخب النسور ان يحقق فوزه الثاني في بطولة القارات أمام أوروجواي فيكون بذلك قد أكد عودته القوية الى الساحة العالمية كما سبق وان عاد الى الساحة الافريقية.يذكر أن المنتخب النيجيري قد استهل مشواره في البطولة بفوز عريض قوامه ستة اهداف في مرمى تاهيتي. أما منتخب "السماوي"، نسبة إلى لون قميصه، بطل كوبا أمريكا 2011 في الأرجنتين ورابع العالم في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، يحتل حاليا المركز السابع في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 ، التي يتأهل عنها أربعة منتخبات بصورة مباشرة فيما يخوض صاحب المركز الخامس مواجهة فاصلة مع خامس قارة آسيا وقد لعب مباراته افتتاحية مع أمام ايطاليا وخسرها بهدفين مقابل هدف وعقب إحراز اللقب القاري قبل عامين في الأرجنتين، باكتساح باراجواي في النهائي عقب الإطاحة بمنتخب التانجو في دور الثمانية بقيادة أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي بركلات الترجيح، بدا أن المشكلات قد عرفت طريقها إلى منتخب أوروجواي ومن كل الجهات. سواء بالنسبة لتاباريز في فضائح أخلاقية، وتعززت صورة نجم الفريق لويس سواريز كلاعب مشاغب بحوادث عنف متكررة مع ناديه ليفربول الإنجليزي، أشهرها مع الفرنسي باتريس إيفرا والصربي برانيسلاف إيفانوفيتش، دفعت لاعب المنتخب اللاتيني مؤخرا إلى مغازلة ريال مدريد على أمل الرحيل عن "البريمير ليج". ولم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لشريكيه في خط الهجوم دييجو فورلان، أفضل لاعبي مونديال جنوب أفريقيا، الذي بدا أنه قد تحول إلى ظل لنجم اختفى، منذ دخوله في خلاف مع كيكي سانشيز فلوريس المدير الفني الأسبق لأتلتيكو مدريد والحالي للأهلي الإماراتي، تسبب في رحيله عن فريق العاصمة الإسبانية إلى إنتر الإيطالي ثم إنترناسيونال البرازيلي دون توفيق ملحوظ حتى الآن. أما إدينسون كافاني، ورغم أنه اللاعب الأكثر تألقا في صفوف أوروجواي على مستوى الأندية، بمواسم تاريخية مع نابولي الإيطالي كرسته كواحد من أفضل مهاجمي العالم حاليا، لا تزال جماهير بلاده تشعر أنه لم يقدم الكثير لها حتى الآن، فيما فشل قائد الفريق ومدافعه الصلد دييجو لوجانو في التألق في مشروع باريس سان جيرمان المليوني واضطر للرحيل إلى مالاجا الإسباني. ويعتمد تاباريز في حراسة المرمى على فرناندو موسليرا الذي تلقى عروضا عديدة للرحيل عن جلطة سراي التركي هذا الصيف، فيما يبرز إلى جانب لوجانو (32 عاما) في الدفاع كل من ماكسيمليانو بيريرا لاعب بنفيكا ودييجو جودين لاعب أتلتيكو مدريد ومارتين كاسيريس ظهير يوفنتوس. وفي الوسط هناك المخضرمان دييجو بيريز لاعب بولونيا وسباستيان إيجورين لاعب ليبرتاد باراجواي، فضلا عن ثنائي إنتر ميلانو والتر جارجانو وألبارو بيريرا.