يتربع القلقاس على عرش الخضروات ذات الفوائد الغذائية المذهلة التي تمد الجسم بالطاقة، حيث إن تناوله بكثرة ينعكس على جسم الإنسان, ويعد مصدراً جيداً للألياف التي تنظم وظائف الأمعاء، ويصنف ضمن زمرة الخضروات الجذرية؛ لأنه يملك جذوراً غنية بالنشويات الصالحة للأكل، ويكثر القلقاس في دول جنوب شرقي أسيا التي منها انتشر إلى جزر المحيط الهندي، ومن ثم المناطق الحارة في أمريكا وأفريقيا، ليصل بعدها إلى العديد من الدول العربية، ويصبح من أفضل الأكلات. واشتهر القلقاس في الطب الهندي بقدرته على علاج عدد من الأمراض الجلدية مثل العدوى الفطرية والجرثومية، كما أنه يسمن الأجسام ويغذيها غذاءً جيداً، ويعالج أمراض الصدر مثل السعال، ويزيد القوة الجنسية لدى الرجال وهو يقوي الشعر، ويمنع ضعف الكلى وينفع بذره وعصارة ورقه لحصاة الكلى والمثانة والإسهال، كما أنه يحتوي على عنصري البوتاسيوم والكالسيوم، التي تمنع الإصابة بمرض هشاشة العظام خصوصاً لدى الأطفال والنساء الحوامل، والقلقاس مصدر جيد للألياف التي تنظم عمل الأمعاء، وتحول دون حدوث التقلصات المعوية، ما يساعد الجهاز الهضمي على أداء وظائفه بشكل منتظم. كما تفيد الألياف في منع الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السرطانات التي تصيب القولون بوجه خاص. ويتميز القلقاس بزيادة نسبة النشا في الكورومات التي تتواجد بكثافة في القلقاس عن نظرائه من المحاصيل الأخرى مثل البطاطا أو درنات البطاطس، والأمر الذي يتساوى فيه القلقاس مع البطاطس هو تساوى نسبة البروتين، كما يحتوى على كميات متوسطة من عناصر الكالسيوم والفوسفور والحديد، كما أنه يحتوي على مادة مخاطية يطلق عليها "الميثولاج"، والتي تعد من الألياف الغذائية الذائبة، وتساعد بشكل كبير على تحسين الحركة الدودية للأمعاء بجسم الإنسان، إضافة إلى أنها تعزز من ضبط امتصاص السكر لدى المرضى الذين يعانون من السكر، وكذلك تفيد كثيراً في ضبط الكوليسترول وتقليل نسبة امتصاصه بجسم الإنسان، ولهذا فتناول القلقاس على فترات متقاربة له فائدة كبيرة للمرضى الذين يتعرضون للإصابة بضغط الدم، نظراً لكونه من الخضراوات الجيدة والمفيدة لدى استخدامه في الطهي بمختلف صوره. وتعتبر أفضل طريقة للاستفادة من القلقاس هي أكله مسلوقاً في حمض الستريك بنسبة 1% عند درجة حرارة 100 م لمدة خمس دقائق، وإضافة بعض العناصر الأخرى إليه مثل الليمون والطماطم في إطار عملية السلق التي تساعد بشكل كبير على عدم التخلص من المادة المخاطية؛ نظراً لأهميتها الغذائية الكبيرة، فضلاً عن إضافة الخضرة التي تؤدي بدورها إلى رفع القيمة الغذائية للقلقاس، وإضافة الطماطم إليه يؤدي إلى زيادة قيمتها الغذائية لاحتوائها على بعض العناصر المضادة للأكسدة بالتزامن مع الالتزام بالنصائح، التي توصي بعدم تعرض القلقاس إلى عملية الغسيل عقب التقطيع؛ نظراً للمحافظة على المواد النشوية ذات الفوائد المتعددة.