عرض ضمن فعاليات المهرجان السينمائي الثاني لمجلس التعاون الخليجي بدولة الكويت 35 فيلماً، تنوعت ما بين أفلام قصيرة ووثائقية وأفلام التحريك، وبالنسبة للأفلام السعودية المشاركة تم عرض أربعة أفلام وثائقية وروائية قصيرة، تناولت أنماط الحياة بصدق في المملكة. كانت البداية بفيلم "لقطة سريعة"، وهو فيلم تسجيلي للمخرج السعودي "طارق الدخيل الله" كما صنفه المهرجان، حيث قرر المخرج أن يخوض مع بطل الفيلم غمار رحلته الطويلة في اكتشاف الصحاري الفسيحة التي تتمتع بها أراضي شبه الجزيرة العربية، مسجلاً كل لحظة والصعاب التي واجهته خلال تلك الأجواء، فضلاً عن تناول قصة شاب إماراتي الجنسية اسمه "طلال الثنيان"، قرر جمع تبرعات لمركز "دبي" للرعاية الخاصة، قاطعاً مسافة 2000 كيلو متر في صحراء "السعودية" من منطقة "الرويس" وحتى "مكةالمكرمة" سيراً على الأقدام في 52 يوماً بغرض تحقيق هذه الغاية النبيلة. والفيلم الثاني بعنوان "نكرة" من إخراج "عبد الرحمن عايل" وتصوير "عمرو العماري" وتمثيل "عبد العزيز الأحمد" وهو عمل روائي قصير فكرته خيالية، لكنها تعبر عن حياة العزلة التي يحياها البعض في الواقع ، حيث يسرد قصة شاب لديه فكرة مؤمن بها حتى النخاع، ويخشى عليها من السرقة، فيصعد على جسر عالٍ حتي يخبئها، كما نشأت بينه وبين الجسر علاقة وطيدة لطول بقائه عليه، وعند ما يقرر النزول ينتابه الشعور بالوحدة وعدم التوافق مع من حوله. فيما حمل الفيلم الثالث عنوان "رفرفة أمل" من إخراج "طلال عايل"، وتصوير "نجوان رشدي"، تمثيل "حمد سفيران" و"حنان مجلي" و"ياسمين سفران"، ويتناول مأساة حقيقية لمرض التوحد في ظل جهل معظم أفراد المجتمع السعودي بأسلوب التعامل الأمثل مع هذا المرض، ليدفع الأطفال في نهاية المطاف الثمن، ويتميز أسلوب الفيلم بالجدية والابتكار في عرض الفكرة. وأخيراً فيلم "مشوار" ذو النزعة الفلسفية من إخراج "عبد العزيز الشلاحي"، والذي يتناول مفهوم الصراع الذاتي في تصنيف الأشياء إلى خير وشر، ويحكي عن قصة شخص يقابل آخر، ويصعب عليه تحديد موقف واضح إزائه، وتحديد ما إذا كان طيباً أم شريراً، وتدور بينهما العديد من المواقف، ليكتشف البطل أنه كان يعيش ضرباً من الخيال، وأنه لم يقابل أحداً في حقيقة الأمر. يشار إلى أن النسخة الأولى من المهرجان كانت قد عقدت في فبراير من العام 2012 بالعاصمة القطرية "الدوحة". جدير بالذكر أن المهرجان يأتي في إطار الاتفاقيات التي أجريت خلال اجتماع وزراء الثقافة لدول مجلس التعاون في العاصمة الإماراتية "أبو ظبي" في أكتوبر عام 2011، والتي نصت على إقامة مهرجان سينمائي خليجي موحد، تستضيفه إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كل عام، وذلك لتعزيز التواصل الفني على المستوى الإقليمي، وتأكيد أهمية السينما في الإضافة إلى ثقافة المنطقة، مع تعزيز التوجه للحفاظ على قيم المجتمع الخليجي.