سأل الابن والده فقال: يا والدي هل كنتم تأكلون في زمانكم الاستيك والشاورما، والبيتزا، وتشربون الكوباشينو ، والموكا، والشوكولامو، والشوكولاظو، قال له والده: نعم يا ولدي ولكن بأسماء أخرى وبطريقة أخرى وبدون اضافة مواد حافظة ومحسنات طعم ولون فكان عندنا الهريسة والكباب الميرو والمقادم والمطبق والمعصوب والفول وكان الناس كل واحد يعمل مع ابنائه في دكان الفول أو الكباب الميرو أو المقلية أو الجريش أو المطازيز أو الدغابيس وكانوا فخورين جداً بأعمالهم وجميعهم من أبناء البلد من السعوديين الحرفيين، وكانوا معروفين ومشهورين في مدن المملكة، وإذا أردت التأكد من ذلك فاذهب إلى مهرجان الجنادرية لتعرف وترى بعينيك كيف كنا أيام زمان ، ماذا كنا نأكل، وماذا كنا نلبس، وماذا كنا نلعب؟ قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).. النور 64 ، وقال سيد الأنام رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان".. ولقي النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من أصحابه، ولم يكد يصافحه حتى وجد في كفه خشونة غير مألوفة فسأله "ما بال كفيك قد امجلقا؟" فاجابه الصحابي: من أثر العمل يا رسول الله. فرفع الرسول كفيه على ملأ من اصحابه ثم قبلها ولوح بهما كانهما رايه وقال مباهياً بهما ومطرباً لهما "كفان يحبهما الله ورسوله". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من يأكل ولا يعمل موته خير من حياته، وعدمه خير من وجوده. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الاكتساب من الحلال جهاد، وانفاقك ايا على عيالك واقاربك صدقة ولدرهم حلال من تجارة افضل من عشرة من غيره. وقال المثل: كل شيء بالأمل، الا الرزق بالعمل. فيا سادة يا كرام علموا أولادكم الجد والاجتهاد في العمل ولا خير في قول بلا عمل ونذكرهم بقول الله تبارك وتعالى " ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون" يس 35- وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.