تبذل جهود حثيثة في سبيل دعم وتنشيط السياحة الزراعية في المملكة، من خلال الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة والمقومات الحالية، لتنشيط هذا النوع من السياحة, فجميع مناطق المملكة مناسبة للسياحة الزراعية, وتعمل الهيئة العام للسياحة والآثار على زيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية بالمملكة، وقد تختلف من حيث طبيعة المزرعة وعناصرها والأسواق المستهدفة, وقد أنهت جامعة "سلمان بن عبد العزيز" ب"الخرج" دراسة لتطور السياحة الزراعية "سياحة النزل الريفية" في قرى وأرياف "الدلم" بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار, وتضمنت الدراسة الاستفادة من المزارع والبساتين وحقول النخيل باستثمارها بمشروعات صغيرة ومتوسطة، وذلك بهدف إقامة نزل ريفية زراعية تقام فيها أنشطة زراعية سواء لليوم الواحد، أو استغلال تلك المواقع وتجهيزها بمواصفات فنية وعرض الفرص الاستثمارية الجديدة للمزارعين، والتي يمكن أن تسهم في تحسين دخلهم، وهو من بين الأهداف العامة للدولة المتمثلة في تنمية المناطق الريفية والزراعية. كما تطرقت الدراسة إلى تصنيف الاستراحات الريفية، والشقق السكنية، والنزل الريفية، والاستفادة من التجارب المميزة في عدد من الدول، لتتواءم مع الواقع الاجتماعي والديني والاقتصادي للمملكة، وتأخذ في الاعتبار الجوانب التنموية، وخدمة أهداف التنمية الشاملة، والتعاون مع المعنيين بهذه الجوانب من قطاع خاص ومستثمرين. من ناحية أخرى قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار، بعقد ورشة عمل تحت عنوان: (تجربة "القصيم" في النزل الريفية)، بحضور عدد من المهتمين والمختصين بالشأن السياحي والاستثمار مؤخراً، ضمن فعاليات النسخة السادسة من ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013، الذي نظمته الهيئة في مركز "الرياض" الدولي للمعارض والمؤتمرات, واستعرضت الورشة تجربة "النزل الريفية" ب"القصيم" بشكل عام، وتطرق في هذا السياق إلى تجربة "فندق الملفى" في مدينة "عنيزة"، والذي يعد أول نزل ريفي يعتمد على السعوديين والسعوديات، للعمل في خدمة الغرف وطهي الطعام وخدمات الفندق المختلفة، كما أنه الأول من نوعه في دخول المرأة إلى العمل في مجال الخدمات الفندقية, كما تناولت ورشة العمل أيضاً عدة محاور هامة، وهي: أهم التحديات التي تواجه الاستثمار في النزل الريفية، ودور الشركاء الحكوميين في تشجيع وتحفيز الاستثمار في النزل الريفية، والعائد على الاستثمار في مشاريع النزل الريفية، وفرص العمل للجنسين في المشروع، ومقترحات التطوير والاستدامة. هذا ويستطيع الكثير من المزارعين المشاركة في السياحة الزراعية، بشرط أن تتوافر مقومات معينة في مزارعهم، ومنها توفر أماكن مهيأة جيداً لاستقبال الزوار وإقامتهم عند الحاجة, وتوفير تجهيزات وإمكانيات لإعداد وجبات الطعام للسياح, وضرورة توفير تجهيزات وتسهيلات، يستطيع السياح من خلالها ممارسة العديد من الأنشطة كممرات المشي والدراجات الهوائية وغيرها, بالإضافة إلى ضرورة توافر عوامل الأمان والسلامة للسياح خلال بقائهم في المزرعة