بحروف ظلت مساورةً الألم تنتابنا وبأسئلة تقض مضاجعنا يجيء هذا النص بقلم الأنيقة فاطمة الزبيدي لترغمنا على البقاء على قيد الكتابة رغم الأوجاع التي نالت منها ورغم الذبول الذي ترعرع في جسد الفرح حتى قادها لأن يكون للفرح وخزٌ موجع .وبحروف مهيأة للإمطار الإبداعي تصحبنا لهندسة الأبجدية بلغة بسيطة تنبت الإشراق بين السطر والأخر وتروي الذائقة من خلال نص فُتحَ على مصراعيه ليحتضن أكثر من سؤال وينتظر أكثر من إجابة. أولئك أناس .. يعيشون في حياة الضمير .. ضلع أعوج لا يأتي إلا بوخز من فرح ذاك الفرح الذي ينهكنا ونستميت فيه ببرود فالسلخ بعد الذبح لا يضير أين .. نكون في جغرافيا الوطن بلا تضاريس حين نكون زوايا متآكلة يختنق فيها الهواء وتغدو الأنفاس خطوات وحش جائع لكن ثمة ضوء لا ينقطع يبقى رغم ضيق الفوهات وخدوش النوافذ يتسلل بين رمشات النظر ويبني فينا جسد حياة نبض ووريد وابتسامة حالكة تشق عمق النزف سنون واهنة وأيام هرمة لكن العمر لم ينقض هناك لوحة وفي أناملنا ريشة تعبث بالألوان وأمامنا مفترق إما جحيم ذكريات آسر وإما جنة أمل وفي كليهما حياة فإما حياة روح وجسد وإما جسد ملقى للعابرين وأنت .. إنسان نفسك فقط وحياتك صفحات أنت تكتبها لتحكي من كنت وكيف كانوا .. بقلم / فاطمة سرحان الزبيدي