وقعت "السعودية" على مذكرة التفاهم، الخاصة بالمحافظة على أبقار البحر (الأطوم) وإدارة قطعانها وموائلها في مواقع انتشارها في البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك تحت رعاية برنامج الأممالمتحدة للبيئة، واتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية، من خلال مكتب سكرتارية تستضيفه هيئة البيئة بأبو ظبي بالإنابة عن حكومة دولة "الإمارات" منذ عام 2009. وأبقار البحر هي حيوانات بحرية ثديية ضخمة وطويلة العمر، تعتمد على الأعشاب البحرية كمصدر للغذاء، وتلعب دوراً إيكولوجياً هاماً في عمل الأنظمة البيئية الساحلية. وتصنف أبقار البحر ضمن القائمة الحمراء للحيوانات الأكثر عرضة لخطر الانقراض، وفق تصنيف الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، بما يؤشر على أنها تواجه مخاطر عالية للفناء في المستقبل متوسط الأجل، جراء عمليات الصيد العرضي بواسطة الشباك، وفقدان المواطن الأصلية بسبب التطور العمراني الساحلي، والاصطدام بالقوارب والبواخر المارة. وبما أنها تتكاثر ببطء وبوتيرة غير منتظمة، فإن فقدان أعداد قليلة منها وارد بشكل كبير. وبالنظر إلى الانتشار الواسع لأبقار البحر وتحركاتها عبر الحدود وتناقص مجموعاتها، فإن الجهود الدولية تعد عاملاً حاسماً في حماية هذا الحيوان البحري المهدد بالزوال، ومن ثم لا بد من تنسيق هذه الجهود بين البلدان الواقعة تحديداً في منطقة شمال غرب المحيط الهندي؛ لتحذو حذو "المملكة العربية السعودية" بالتوقيع على مذكرة التفاهم. وكانت "الإمارات" من أوائل الدول التي اهتمت بحماية أبقار البحر، بعد أن وضعها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، من خلال برنامج مقسم على عدة مراحل: المرحلة الأولى: تهدف إلى مراقبة هذه الحيوانات ودراسة بيولوجيتها ومواطنها وتوزيعها الجغرافي في المياه الإقليمية لدولة "الإمارات"، خاصة وأن حوالي 40% من أبقار البحر الموجودة على نطاق العالم تتركز في مياه "أبو ظبي"، فيما تسلط دراسات المرحلة الثانية الضوء على النواحي البيولوجية والبيئية. وتم تحديد المخاطر التي تهدد أبقار البحر، من خلال التعرف على أسباب نفوقها، فضلاً عن أسباب تدهور وفقدان الموائل. وتنتشر أبقار البحر في 48 دولة على أقل تقدير، تشمل المياه الساحلية والداخلية الاستوائية وشبه الاستوائية في المحيط الهندي والمحيط الهادئ، وتواجه تحديات جمة في مناطق كثيرة، حيث تعد أبقار البحر مقارنة بالثدييات البحرية الأخرى، هي الوحيدة التي تتغذى على الأعشاب والنباتات فقط، ولهذا فإن الأنشطة البشرية في هذه المناطق، تؤثر بالقطع على الأعشاب البحرية التي تعد غذاءً أساسياً لها؛ الأمر الذي ينعكس سلباً على هذه الكائنات.