الشباب - وخاصة من هم في مقتبل العمر - يمثلون صورة المستقبل الواعد لأي أمّة وشعب، فهم عنصر القوة وقلب البلاد النابض، ويوشك أن تنتهي إليهم الأمور وصناعة الغد، لذلك أثار ارتداء بعض الشباب التقليعات، مثل الأساور الجلدية الملونة في أيديهم، العديد من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". في البداية أكد "Dr-ahmed M K Balobid" أن انتشار بعض العادات السلبية في الوسط الطلابي، ممثلة في موديلات الملابس، وقصات الشعر، والتدخين، والحديث بنوع من اللامبالاة - سببها التقليد الأعمى للغرب بما ينافي قيمنا وعاداتنا الأصيلة. وارتأت " آمال النقاء" أن السبب في ذلك يعود إلى التغيرات التي يمر بها الشباب في مقتبل عمرهم وإحساس الرجولة المبكر، إضافة إلى ابتعاد الوالدين عن أبنائهما، واختفاء الاجتماع الأسري اليومي من معظم البيوت، بجانب انتشار القنوات الفضائية، وبرامج المنوعات، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما ينقله هؤلاء الشباب من ثقافات مختلفة من خلالها. وأوضح " Thamer Abdulaziz" أن انتشار التقليعات بين الشباب قد يكون ناتجاً عن سوء التوجيه، وعدم الرقابة على استخدام الشباب لوسائل الإعلام والاتصال، وضعف المستوى الثقافي، لافتاً إلى أن ضياع الهدف وتلاشي الطموح من الأسباب المباشرة لانتشار مثل هذه الظواهر، وبين " حازم الحربي" أن هناك بعض الانحرافات السلوكية داخل مجتمع الطلاب مثل إطالة الأظافر، وارتداء «حظاظة»، وسلاسل وخواتم غريبة، و«تي شيرتات» تحمل عبارات غير مفهومة، وبنطلونات ضيقة، وتنورات قصيرة، وتسريحات شعر لافتة، وغيرها من الأشكال الخارجة على المألوف، والتي يطلق عليها التقليعات أو الموضة. فيما أشار " Mohammad Alaslmi" إلى أن هذه التقليعات الغريبة المنتشرة بين الشباب، تكون في بعض الأحيان ناشئة من المجتمع ذاته الذي ينتمي إليه الطالب، أو بتأثير من مجتمعات أخرى، واعتبر " Osamah Saeed" أن هذه الظاهرة نتاج لثقافة الاهتمام بالمظهر، والبعد عن الجوهر، مطالباً بوضع تشريعات أكثر صرامة داخل المدارس والجامعات، للحد منها، خصوصاً أن معظم الطلبة لا يرتدعون بالنصيحة، ويجب وجود عقاب لمن لا يستجيب لحملات التوعية. بينما رأى " Abdullah Al Qahtani" أن مجاراة الموضة ليست عيباً، ولا تمثل أي مشكلة للمجتمع، خصوصاً إذا كان الشخص مقتنعاً بها؛ لأنها في النهاية حرية شخصية طالما لا تمثل تهديداً أو إيذاءً للآخرين. ولفت " Emad Mashour" إلى أن كل فرد حر بوسعه أن يفعل ما يريد، خصوصاً وأن قصات الشعر أو الملابس أو ارتداء كاب أو إكسسوارات في اليد، هي مجرد أشياء سطحية لا تمس المضمون، ولا يمكن الحكم من خلالها على سلوك صاحبها أو مستواه الثقافي والخلقي. وشدد " حسن الناهسي" على ضرورة العمل على وضع دراسات اجتماعية ونفسية وميدانية، حول أوضاع الشباب واهتماماتهم ومشاكلهم، والأفكار أو المجالات التي تلفت انتباههم، ومن ثمّ يمكن تبني السياسات والمناهج الكفيلة برعايتهم.