يبدو أن الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني قد توصلا إلى قناعة بأن الجلوس على طاولة المفاوضات هو الحل الأمثل، وهو ما انعكس على قرار أنقرة بالإفراج عن 8 مواطنين منتمين لحزب العمال الكردستاني، وفي هذا الإطار أشار الكاتب الصحفي فائق بلوط إلى أن هذه العملية جاءت خلال الإطار العام الذي تم الاتفاق علية من قبل الزعيم الكردي عبد الله أوجلان والحكومة التركية، وهذه خطوة أولى نحو مسار السلام، وأكد أنه رغم اعتبار العملية إنسانية إلا أنها من الممكن أن تكون ذات أبعاد سياسية. وأوضح في حوار لبرنامج ما وراء الخبر على فضائية الجزيرة، أن هناك أكثر من سبب أدى لحدوث تقارب بين الجانبين، مشيراً إلى أن السبب الأول داخلي وهو أن الصراع أصبح في طريق مسدود، وهذا يعنى أن أحد الأطراف لا يمكن أن يتغلب على الطرف الآخر وأن التطورات الموجودة في المنطقة دفعت الحكومة التركية للقيام بصياغة سياسة جديدة لحل القضية الكردية . وأشار إلى أن حزب العمال الكردستاني لم يتلق دعماً من سوريا وإنما يحصل على السلاح من أماكن أخرى وأنه استغل الأزمات الموجودة في المنطقة وخاصة سوريا من أجل الضغط على تركيا للحصول على حقوق معينة. وأوضح أنه من الممكن أن يكون لحزب العمال الكردستاني أهداف سياسية تتمثل في رغبته في تشكيل حكومة ديمقراطية. ومن جانبه أشار المحلل السياسي كمال بياتلي، إلى أن هذه الخطوة تأتي نتيجة مفاوضات استمرت أشهر عديدة سواء مع عبد الله أوجلان أو مع قيادات أخرى في تنظيم العمال الكردستاني. وأوضح أن حزب العمال الكردستاني أدرك أنه لا يستطيع إحراز تقدم ونجاح كبير من وراء هذه العمليات المسلحة بعدما تعرض للعديد من الخسائر، وبالتالي فهو بدأ يفكر في خوض المعترك السياسي، مشيراً إلى أن ها التنظيم لا يمكن أن يدخل بقوة رغم أن لديه جناحاً سياسياً وهو حزب السلام والديمقراطية داخل البرلمان التركي لأنه لا يملك إرادة اتخاذ قرارات بمفرده ، وأشار إلى أنه إذا تم تسوية هذه القضية التي أصابت تركيا بالكثير فإنها سوف تساهم في زيادة معدل التنمية لأن تركيا تقدم مبالغ هائلة جداً لهذه العملية، بالإضافة إلى أنه يوجد مناطق شاسعة من جنوب شرق تركيا فقيرة ولا يستطيع أحد أن يستثمر فيها أي شي بسبب الإرهاب ، وأشار إلى أن هذه المرحلة ستنجح وأنه على المدى المتوسط فإن المشكلة لن يتم حلها لأن الأكراد يريدون الحصول على حقوق خاصة بهم كما حدث في العراق.