في ضوء احتفال الشعب الليبي بمرور عامين على انطلاق الثورة الليبية وسط الاضطرابات الأمنية وسيطرة الميليشيات المسلحة على الكثير من المناطق في ليبيا، إلى جانب مطالبة عدد من الأطراف بتحقيق أهداف الثورة الليبية، أكد الكاتب والباحث السياسي عز الدين عقيل أن الكثير من أهداف الثورة الليبية لم تتحقق حتى الآن، ولكن الشعب الليبي تمكن من الحصول على الأمل في الأفضل بعد أن تنسم الحرية . ومن جانيه وصف سليمان الفورتيه، عضو المجلس الانتقالي السابق، الثورة الليبية بأنها عظيمة وأنها كانت ثورة شعب وليس انقلاب جيش أو شرطة، وتم انتقال السلطة فيها بشكل سلمي للغاية بعد إسقاط القذافي، لافتاً إلى أن الشعب الليبي يسعى إلى الاحتفال بالثورة على الرغم من عدم تحقيق الكثير من المتطلبات. وأشار إلى أن نقص الخبرة لدى الحكومة وأعضاء المؤتمر الوطني تجعل من الصعب تحقيق أهداف الثورة، ولكن مع مرور الوقت سوف يكتسب القائمون على إدارة شئون البلاد مزيدا من الخبرة والكفاءة تمكنهم من الإدارة الجيدة لشؤون البلاد. وأفاد بأن الشعب الليبي يحتاج إلى حلول سريعة وعاجلة وعلى درجة من الواقعية تحقق الرضاء العام للشعب، مطالباً بضرورة إصدار قانون العزل السياسي لأنه طوق النجاة لنجاح ثورة ال17 من فبراير خاصة وأن الجهاز الإداري في البلاد به عدد من الفلول. وأضاف أن ليبيا بحاجة إلى إعلاء قيم المساءلة والشفافية من أجل تحقيق أهداف الثورة، نافياً ما يُثار حول وجود ميليشيات بليبيا لأن الجماعات المسلحة جماعات وطنية وتلعب دورا مهما في إرساء الأمن بليبيا، خاصة وأنهم ساهموا في إنجاح الثورة الليبية. وأوضح أن ليبيا دولة غنية ولديها ثروات كبيرة ومن ثم يمكن استخدامها في علاج المشكلات الليبية ولكن علاج المشكلات الليبية بحاجة إلى مصداقية وإخلاص وحب لليبيا، مطالباً بمساءلة القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية من أول المجلس الوطني الانتقالي وحتى الحكومة الحالية. وأكد إبراهيم عريبي، أستاذ القانون بجامعة طرابلس على أن الشعب الليبي له الحق في كافة المطالب، لافتاً إلى أن ليبيا بشكل عام على الرغم من البطء في تحقيق أهداف الثورة تسير في المسار الصحيح، معلناً أن مستقبل ليبيا سوف يكون مشرقاً يحقق مصلحة كل مواطن، وأشار إلى أن تجربة الأحزاب السياسية مازالت تجربة حديثة في ليبيا خاصة بعد أن عمل النظام السابق على قتل التجربة الحزبية في ليبيا لافتاً إلى أن الأوضاع الأمنية في ليبيا تشهد تطوراً وتحسناً مع مرور الوقت. وأفاد بأن الميليشيات المسلحة في عدد من أنحاء ليبيا تخضع لسيطرة الحكومة وتساهم في حفظ الأمن في ليبيا، لافتاً إلى أن السلبيات المتواجدة في ليبيا من تردي المؤسسات التعليمية والصحية والثقافية تعد إرثاً لنظام القذافي الذي احتكر كل شيء في ليبيا. وأضاف أن فلول النظام السابق لم يعد لهم تواجد قوي في ليبيا، ولكن تواجدهم قوي في دول الجوار التي تحتضن عدداً منهم والذين يمثلون تهديداً لأمن ليبيا، مطالباً دول الجوار بأن تتعاون مع ليبيا من أجل استعادة أموال الشعب الليبي وتسليم رموز النظام السابق.