بغرض تنشيط حركة السياحة الداخلية والوافدة للاطلاع على التراث المحلي والموروث الشعبي، تستعد إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة لتدشين أكبر قرية تراثية خلال مارس المقبل ومن المتوقع أن يصاحب ذلك برنامج أسبوعي يومي الخميس والجمعة لاستقطاب أكبر عدد من محبي السياحة الأثرية، حيث يجرى العمل حالياً على وضع اللمسات الأخيرة بمنطقة المضب. وتقوم الإمارة ببذل جهود كبيرة للتنقيب عن آثارها القديمة، ونجحت الفجيرة خلال العام الماضي 2012 في جذب ما يقارب 1.2 مليون سائح بزيادة تقدر بحوالي 200 ألف عن العام الذي سبقه، بينما قدرت هذه الأعداد بحوالي 750 ألف سائح في عام 2010، لاسيما من بريطانيا وروسيا وإيطاليا وغيرها. ومن بين تلك السياحة الوافدة إلى الفجيرة، السياحة التراثية والشعبية، التي تزخر بها المنطقة، حيث تبدأ فترة السياحة التراثية، من نوفمبر حتى مارس من العام الذي يليه، ويصل عدد السياح الأجانب المقبلين على آثار الفجيرة من قلاع وحصون ومناطق شعبية قديمة نحو ألف سائح أسبوعياً، بينهم 800 قادمين عبر الميناء البحري. ومن بين القلاع والحصون التي تزخر بها الإمارة وتعد محطة مهمة في الجذب السياحي المحلي والدولي، قلعة الفجيرة الشهيرة، وتقع في الشمال الغربي للقرية القديمة على تل صخري صغير يرتفع قرابة 20 متراً، وتمتد القرية ذاتها على النصف الشمالي من السهل الساحلي خلف بساتين النخيل وعلى بعد 2 كيلو متر تقريباً من البحر، وتتميز تلك القلعة بتصميمات هندسية فريدة وتعد الأكبر والأهم في المنطقة، ويرجع تاريخ تشييدها بين أعوام 1500- 1550م وأعيد ترميمها بين عامي 1650 و1700م . هذا وتشهد الإمارة كل عام، تنظيم ملتقى الفجيرة للإعلام الذي يضم العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية، حيث يتابعه ما يزيد عن 2000 شخصية، من الخبراء والمختصين من الداخل والخارج، وكذلك ملتقى الربابة، الذي تعده في فبراير من كل عام، ويسعى إليه عدد من الجماهير العاشقة لهذا الفن، وتحرص هيئة الفجيرة للسياحة والآثار على تنظيم العديد من الفعاليات والزيارات للقرى التراثية والمناطق الأثرية، لتعريف الضيوف الوافدين بتاريخ الفجيرة وحضارتها ودولة الإمارات بشكل عام، إضافة إلى إقامة مهرجانات وأيام ثقافية وتراثية في الخارج، منها أيام الفجيرة في باريس، بهدف تعريف الفرنسيين والعرب المقيمين بالإمارة.