وسط أجواء ربيعية صحوة وصلتُ لمطار الغردقة الدولي بجمهورية مصر العربية وسط جموع غفيرة من الأفواج السياحية القادمة من شتى أنحاء العالم مما يوحي بمواسم نشطة لهذه المدينة الساحلية الجميلة التي تستمع حالياً بهدير الطائرات القادمة والمغادرة والتي لا يزيد الفاصل فيما بينها أكثر من 10 دقائق على أكثر تقدير ليؤكد بدء استعادة الوعي والانعاش بعد أشهر عجاف نتيجة أحداث الثورة المصرية وتبعاتها رغم الفاصل الجغرافي الكبير بين موقع أحداث الثورة وهذه المدينة الساحلية الشهيرة، لكن البعيد عن مصر يتخيل أنها تعج باضطرابات واعتصامات ومشاكل في جميع أرجائها لكن الواقع عكس ذلك تماماً .... فالأحداث والاعتصامات تقتصر على ميدان التحرير فقط وبعيداً عنه بأقل من ( 30 ) متر كأنك في دولة اخرى غير تلك التي يتحدثون عن مشاكلها واضطراباتها فالحياة عادية تماماً في جميع ربوعها ... ومن المتوقع انتهاء هذه الكبوة في القريب العاجل وخلال أقل من ( 6 ) أشهر كما أن الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والسياحية لمطار الغردقة الدولي ستزداد خلال عام على الأكثر حيث ستتضاعف أعداد السائحين إلى أكثر من ( 3 ) مرات عن الأعداد الحالية طبقاً لدراسات اقتصادية موثوقة. الحقيقة أن زيارتي للغردقة لم تكن للسياحة على الاطلاق بل اقتصرت على مطار الغردقة فقط حيث كانت هناك رغبة من رئاسة الجريدة تحريراً وإدارة لإلقاء الضوء على إنجاز هندسي دولي فذ وفريد لمقاول سعودي استطاع أن يتفوق محلياً ويتميز إقليمياً ويحوز الثقة عالمياً... باعتبار جريدة البلاد سجل تأريخي هام بدأت مع بداية العهد السعودي وحتى تاريخه لأكثر من ( 83 ) عاماً تسجل خلالها الانجازات الحضارية العملاقة التي تحققت في هذا العهد الزاخر عهد آل سعود الميامين حفظهم الله إنه مفخرة لكل سعودي وكل خليجي وكل عربي ... فقد آثرت البلاد متابعة خبر فوز مجموعة بن لادن السعودية بمنافسة تنفيذ وإنشاء توسعة مطار الغردقة الدولي ميدانياً وعلى أرض الواقع بعد أن تم تنفيذ الأجزاء الكبرى من المشروع الذي يستوعب 14 مليون مسافر سنوياً بعد أن كان يستوعب سبعة ملايين مسافر فقط . ومن خلال تفقد الموقع ميدانياً برفقة المهندس يحيى بن لادن والمهندس خالد بن لادن.والاستاذ الدكتور صالح السيد والاستاذ الدكتور محمد جمال الشاعر والكابتن طيار علي عبد العزيز التركي والاستاذ معتصم صالح حجاج وكبار المستشارين بمجموعة بن لادن السعودية بجدة والقاهرة أوضح المهندس يحيى بن لادن أن المجموعة استطاعت أن تكسب تنفيذ هذا المشروع في إطار منافسة دولية تقدم لها مجموعة من الشركات والتحالفات العالمية من مصر وأوروبا وآسيا وتركيا، وكان الفارق بين عطاء بن لادن وأقرب شركة إليه 16% تقريباً الأمر الذي يؤكد ولله الحمد قدرة المجموعة على تقديم عطاءات واقعية تتناسب مع حجم العمل المطلوب إنجازه مما منحها ثقة عالمية ومصداقية تسبقها حول العالم ... وأضاف بن لادن أن قيمة هذا المشروع بلغت 1663 مليون جنيه مصري، بتمويل من البنك الأهلي المصري بنسبة 5ر51% وبنك التنمية الكويتي بنسبة 5ر48% ،وبدأت الشركة العمل بهذا المشروع اعتباراً من 6 فبراير 2010م بحجم عمالة بلغ ( 750 )عاملاً. وأضاف بن لادن أن مساحة المشروع 000ر120 متر مربع لإنشاء مبنى الركاب الجديد وملحقاته بمطار الغردقة الدولي ويتكون من المبنى الرئيسي وملحقاته بمساحة 600ر92 متر مربع عبارة عن صالة المغادرة ومنطقة الخدمات وصالة الوصول وكباري المغادرة أما مباني الخدمات فمساحتها 1000 متر مربع وتضم أكشاك الجوازات وشركات الطيران والكافتيريات ودورات المياه والبوابة الرئيسة والسلالم الخارجية والمصاعد أما الأعمال الخارجية فتشمل أعمال الحقل الجوي ( الترماك ) والأسوار وأعمال الطرق والزراعة والري والصرف. واستطرد بن لادن خلال حديثه للبلاد بأن كل ما يسعده هو تفوق المقاول السعودي وجدارته للفوز بالعطاءات الهندسية العالمية الحديثة تصميماً وابتكاراً ومنها مطار شرم الشيخ الدولي الذي قمنا بتشييده بتصميماته الهندسية الفريدة وسط منافسة عالمية حامية من كبرى شركات المقاولات العالمية كما أن الشركة ولله الحمد بصدد إنجاز مطار داكار الدولي بالسنغال وبناء فندق ضخم يحتوي على ( 350 ) غرفة وجناحاً من فئة الخمسة نجوم بمطار القاهرة الدولي والعديد من المشروعات الهندسية الكبرى وآخرها الانتهاء من تشييد متر مطار القاهرة الدولي الذي تم الانتهاء منه وبدأ العمل الفعلي للمترو اعتباراً من أبريل 2012م ونجح نجاحاً منقطع النظير حيث قلص المسافة بين صالات السفر في مطار القاهرة لدقائق وثوان معدودة مما عزز تنافسية المطار كمحطة «ترانزيت» ... وتحدث المهندس يحيى بن لادن عن الأعمال الميكانيكية والكهربائية التي تنفذها المجموعة والتي تشمل محطة التكييف المركزية ومحطة تحويل المخلفات ومحطة ضخ مخلفات الصرف الصحي وخزان مياه للري ومحطة كهرباء فرعية وخزان حريق وخزان مياه كما شرح بالتفصيل أعمال الطرق التي تم تنفيذها والأسوار الخاصة بالقاعدة الجوية المجاورة للمطار ، وأعمال الحقل الجوي والمنطقة الخاصة بوقوف الطائرات وشبكة الطرق الداخلية لمعدات الخدمات الأرضية والمباني الخارجية للمطار كما أن صالة المغادرة بالمطار ستشمل على ( 72 ) كونتر لتسجيل الدخول و ( 9 ) وحدات للجوازات مزدوج و ( 18 ) بوابة للمغادرة وأسواق حرة ومكاتب لشركات الطيران ... اما صالة الوصول فتشمل ( 9 ) وحدات للجوازات مزدوج و ( 6 ) وحدات للبنوك و ( 6 ) مناطق للتفتيش الجمركي وأسواق حرة ومكاتب وصالونات بالإضافة لعدد ( 9 ) سيور حقائب . الجدير بالذكر أن تاريخ بن لادن يبدأ في عام 1931خلال عهد جلالة المغفور له بمشيئة الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وفي نفس العام قام المعلم محمد بن لادن يرحمه الله بتأسيس شركته للمقاولات ، ومنحه الملك المؤسس في العام 1950 شرف تجسيد أمنيته القيام بأول توسعة سعودية للحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة وامتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد الملك سعود بن عبدالعزيز وانتهى بنجاح تام، وكنتيجة لهذا النجاح تم تكليف المعلم محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكةالمكرمة لتكون أول توسعة يشهدها التاريخ منذ ألف عام ، وقد تم البدء بهذا المشروع العملاق في عام 1955 م واستمر في تنفيذه خلال عهد المغفور له بمشيئة الله الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي خلف المغفور له بمشيئة الله الملك سعود وانتهى في عهد المغفور له بمشيئة الله الملك خالد بن عبدالعزيز مستغرقاً ( 20 ) عاماً من العمل والجهد والإتقان.... وفي عام 1964 م كان الشرف للمعلم محمد بن لادن عندما تم تكليفه بالعمل في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذلك لإعادة تغطية قبة الصخرة في القدس الشريف.... وكما تنامت البنية التحتية للمملكة العربية السعودية في وثبات قوية سريعة تنامت أيضاً مشاريع بن لادن في نفس الخطى لتلعب دوراً رائداً ومكملا لهذه النهضة العملاقة ، حيث عهد إليها ببناء شبكة المواصلات والطرق السريعة عبر كل مدن ومناطق المملكة العربية السعودية ، والتي واكبت التطور الكبير للملكة العربية السعودية في مجالات البنية التحتية والمشاريع العملاقة والتي كان اهمها التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين والتي امتدت منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز ال سعود الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، وفي العام 1989م تم تأسيس مجموعة بن لادن السعودية تحت قيادة المغفور له بمشيئة الله سالم محمد بن لادن –رحمه الله- وقد توسعت أعمال الشركة لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية والتي قامت بتنفيذها على اكمل وجه، كما تضم المجموعة العديد من الفروع في جميع أنحاء العالم مما عزز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط . وفي نهاية الجولة التفقدية لمطار الغردقة الدولي كان للمهندس يحيى بن لادن كلمات عفوية منتشياً بهذه الانجازات ليس كفرد أو شركة بل كمقاول سعودي فخور بوطنه حيث قال : إنها عزيمة الرجال وصدق الهدف وسمو الغاية ... لقد تحققت الطموحات ,وأصبح المقاول السعودي بكل فخر منافساً شريفاً لأكبر شركات المقاولات العالمية من خلال أعمال فريدة وصروح حضارية كبرى تم تنفيذها على أرض الواقع بمختلف أنحاء المعمورة بكفاءة عالية وشهادات عالمية موثقة ..... اللهم احفظ هذه البلاد العزيزة الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه واخوانه والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل .... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .