لم يعد هناك أي مبرر للابقاء على الهولندي فرانك ريكارد كمدير فني لمنتخبنا الوطني الكروي الأول بعد أن فاض الكيل وامتدت حبال الصبر إلى آخر مدى، وراح الكثيرون يتساءلون عن التمسك به بعد كل تلك الاخفاقات التي أدت الى تدهور حال المنتخب وتراجع ترتيبه على كافة الأصعدة، ولا ندري ماذا ينتظر اتحاد القدم من هذا المدرب الذي تأكد فشله العريض من خلال تخبطاته والتي أفقدت المنتخب هويته واستقراره. والسؤال الذي يطرح نفسه هو.. ماذا لو حدثت كل تلك الاخفاقات في ظل قيادة مدرب وطني للمنتخب؟ خاصة وأن المبلغ الذي يتقاضاه ريكارد لا يمكن أن يحلم به أي مدرب آخر، وإذا كان ريكارد قد نجح في قيادة فريق برشلونة الاسباني فإن أسباب ذلك النجاح لا ناقة له فيها ولا جمل، لأن فريقاً مثل البرشا قادر على تحقيق الانتصارات حتى بدون مدرب، بل هو الذي كان سبباً في شهرة ريكارد كمدرب. لقد تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ريكارد لا يملك الرؤية الفنية التي تمكنه من اختيار تشكيلة المنتخب، ولا يملك أيضاً القدرة على قراءة أحداث المباريات والتعامل معها بما تتطلبه من حيث التبديلات وهو يتعامل مع مثل هذه الأمور بعشوائية واضحة، وليس أدل على ذلك من تعامله مع المنتخب كحقل تجارب والنتيجة الافتقاد إلى عنصر الاستقرار وهو من العناصر الأساسية والهامة لتحقيق التآلف والتفاهم والانسجام بين عناصر الفريق. ومن أوضح البراهين على عشوائية هذا المدرب وتخبطاته استبداله مهاجماً بلاعب وسط في مباراته الأولى أمام العراق في الوقت الذي كان فيه منتخبنا متأخراً بهدفين، وأبسط قواعد اللعبة تتطلب في مثل هذه الحالات تكثيف الجانب الهجومي وليس تقليصه، اللهم إلا إذا كان ريكارد يخشى من هزيمة ثقيلة بأكثر من الهدفين. والحقيقة التي لا يمكن انكارها أن المنتخب لم يصل الى هذا المستوى من التدهور على يد أي من المدربين الذين تولوا قيادته من قبل سواء كانوا أجانب أو وطنيين، وبالتالي لابد من قرار جريء يضع حداً لتخبطات هذا المدرب مهما كانت النتائج، والأمل معقود على اتحاد كرة القدم المنتخب بقيادة أحمد عيد لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان ويصبح العلاج صعباً. ما يفعله ريكارد مع المنتخب أعتبره (عبث) مدرب ترك له الحبل على الغارب.. يمارس العبث دون حسيب أو رقيب والمتضرر بالطبع رياضة الوطن حولها ريكارد إلى حقل تجارب بعد أن أضاع سمعتها وجعل الأخضر (صغيراً) أمام الملأ.