أوضح عبد العزيز الهويش، مدير عام إدارة الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة، أن قضية الاحتطاب الجائر في المملكة تطلب من الجميع أن يتصدى لها، حيث لا تقتصر المسئولية على الدولة أو الوقف فحسب، وذلك لأن المتضرر الوحيد هو البيئة التي نعيش فيها. وأضاف الهويش قائلاً: إن الأنظمة والقوانين الصادرة منذ عام 1423ه تمنع الاحتطاب، إلا أنه على الرغم من ذلك ما تزال أسواقنا مليئة بالحطب دون قيود، حيث يتم استهلاك أكثر من مليون طن من الحطب سنويًّا بالمملكة، وما يتم عرضه يوميًّا بأسواق مدينة الرياض وحدها يبلغ ستة آلاف طن، كما أن المنزل الخاص أو الاستراحة الواحدة تستهلك طنًا خلال موسم الشتاء. وأضاف الهويش خلال حواره لبرنامج "الثامنة" مع الإعلامي داوود الشريان، أن الاحتطاب يعد سلوكًا عدوانيًّا ضد البيئة، حيث يتسبب في انخفاض الغطاء النباتي في الصحراء واختلال التوازن البيئي ويضر بالثورة الزراعية، لذا فمن الضروري أن نعالج هذه المشكلة عن طريق تشديد الرقابة على أماكن الاحتطاب ومعاقبة المحتطب على الفور وتحديد أسواق محددة لبيع الحطب بدلاً من انتشاره بشكل عشوائي على أبواب المحطات وبجوار الجوامع والطرقات، لافتًا إلى أنه بحسب الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، فإنه من المتوقع بعد مرور عشر سنوات أن تبلغ مساحة المناطق الخالية من الغطاء النباتي 137 ألف مليون متر مربع، وذلك بسبب ممارسة الاحتطاب الجائر، وبيَّن أن مسؤولية الرقابة على هذه الممارسة الخاطئة تقع على عاتق وزارة الزراعة والداخلية والبلديات والهيئة السعودية للحياة الفطرية، ومن الضروري أن يتم التكامل فيما بينها وعدم التساهل في قضايا الجرم البيئي التي ما تزال تتسم بالضعف واللامبالاة من قبل مسؤولي الجهات المعنية.