أصبحت جرائم القرصنة تؤرق بال دول العالم بصورة كبيرة بعد انتشارها وتهديدها للعديد من الجهات سواء على المستوى الحكومي أو الخاص، وفي هذا الإطار، حذرت الشرطة الأسترالية من أن بعض القراصنة الدوليين يخترقون أنظمة الكمبيوتر الخاصة بشركات أسترالية، بغرض ابتزاز هذه الشركات والحصول على مبالغ مالية كبيرة، وذكر محققو فرقة الاحتيال في الشرطة هناك أن عصابات الإنترنت الدولية استهدفت عشرات الآلاف من الشركات، وقامت عصابات الجريمة الإلكترونية "باختطاف" أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالضحايا، والتحكم بها عن بعد، والمطالبة بآلاف من الدولارات على سبيل الفدية، حتى يمكن للشركات استخدام الأجهزة مرة أخرى واستعادة أنظمتها، ويخترق القراصنة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالشركات عادةً، عبر فيروس يتولى تشفير جميع البيانات الموجودة بها، مما يمنع أصحاب الشركات من تشغيل أنظمتها ويحجب بياناتها، وبالتالي تتعطل أعمالها، ثم يرسل القراصنة عبر البريد الإلكتروني رسالة للشركة يقولون فيها إنهم سيسمحون بعودة الأجهزة إلى سابق عهدها، إذا ما تم إرسال المال عبر نظام يصعب تتبعه لتحويل الأموال مثل "ويسترن يونيون"، وتكون هذه الشركات مضطرة لدفع المبالغ المطلوبة، نظراً لحاجتها الشديدة للبيانات التي تسير أعمالها، وتتبع عصابات أخرى أسلوبا مبتكراً حيث تقول للشركة إن الشرطة اكتشفت مواد متعلقة باستغلال جنسي للأطفال على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بتلك الشركة، وإنهم سيتولون إزالتها ولكن بعد دفع الفدية اللازمة، ومن ثم تضطر العديد من الشركات إلى دفعها، بدلاً من أن تفقد الكثير من الأعمال، نتيجة هذه الاتهامات التي تستهدف سمعة الشركات، وقد حاولت بعض هذه المؤسسات ومن بينها مركز طبي ومدرسة الامتناع عن دفع المبلغ المطلوب، لكنها في المقابل، فقدت كل سجلاتها الموجودة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها مما أصابها بضرر بالغ، وتقوم مجموعة مجرمي الإنترنت بإرسال رسائل البريد الإلكتروني غالباً باللغتين الإنجليزية والروسية، وتعتقد الشرطة وفقاً لذلك أن هذه العصابات تتخذ من أوروبا الشرقية مقراً لها، ولم يتم تحديد مكانهم على وجه التحديد، لصعوبة تتبعهم، مما يزيد من مخاطر هذه العصابات ويهدد بالمزيد من الضحايا.