صدق أو لا تصدق أنه تم في العام الماضي وحده تسجيل 153مليون عنوان لمواقع جديدة على الإنترنت! أي نحو 13مليون موقع جديد في الشهر الواحد! هذا خبر جيد؛ لكن الخبر السيئ هو أن الإنترنت أصبح مكاناً مثالياً لارتكاب الجرائم والإفلات من العقوبات. وذكرت صحيفة - الوول ستريت جورنال- الأمريكية أن شبكة الصين تعتبر أكبر شبكة تجري عليها جرائم الإنترنت في العالم؛ حيث تستخدم في إطلاق الهجمات التي تبدأ بالابتزاز والاختلاس، إلا أنه لا يمكن بسهولة تحديد من يقف وراء هذه الجرائم؛ إذ قد يكونون من قراصنة الإنترنت الأمريكيين أو النيجيريين الذين اشتهروا بها أو الصينيين أنفسهم، ووصل الأمر إلى أنه صار بإمكان القراصنة السيطرة على حاسوبك واستخدامه كأنه ملك لهم، ولا يقف الأمر عند حدود القراصنة؛ ولكنه يتجاوزهم إلى الدول؛ حيث اشتعلت في السنوات الأخيرة حرب المعلومات عبر الإنترنت بين الصين والولايات المتحدة، وهي حرب تستهدف في الأساس الشبكات العسكرية مثل الصناعات العسكرية ومراكز البحوث التابعة لوزارة الدفاع، وحدث أمر مماثل في العام الماضي بين روسيا وأستونيا حين هوجمت البنية الأساسية للإنترنت في إستونيا من قبل روسيا، وشمل الهجوم المواقع المدنية والعسكرية والحكومية، وكشفت المجلات المتخصصة في الإنترنت أن آلافاً من مواقع الشركات الصغيرة على الإنترنت تعرضت في أوائل العام الحالي إلى عمليات هجوم واختراق عن طريق بث فيروسات خبيثة عليها، وقال خبراء أمن المعلومات إن هذه المواقع التي أصابتها الفيروسات نقلت العدوى إلى أجهزة زائري هذه المواق؛ حيث يتسلل الفيروس إلى الأجهزة التي تعمل بنظام -ويندوز- ثم يقوم بسرقة كلمات السر وكلمات الدخول إلى الحسابات المصرفية؛ بالإضافة إلى كلمات السر وبيانات الاشتراك في مواقع ممارسة الألعاب على شبكة الإنترنت، ومن بين الضحايا صحف متخصصة في خدمات معينة وشركات سياحية، ووكالات عقارية ومنتجي أغذية ولحوم ومواقع حجز في الفنادق والمنتجعات ومواقع بيع قطع غيار السيارات. ويقول الخبراء إن هناك الكثير من الشبكات المدنية والعسكرية التي يمكن إطلاق مثل هذه الهجمات منها، ولديها دوافع للقيام بذلك؛ إذ يظل هذا الأمر وسيلة متطورة من وسائل الصراع الأزلي وسلاحاً جديداً يستخدم في المعارك يختلف عن أسلحة الماضي، وتكمن خطورة هذا السلاح في أنه في الواقع لا يكلف شيئاً وبإمكان عبقري كومبيوتر واحد في دولة فقيرة أن يخترق شبكات أقوى دولة في العالم دون أن يخشى زجه في معتقل غوانتانامو لأن مثل هذه الجرائم بلا شهود! إلا أن الأمر ليس كله صراعاً عسكرياً أو معلومات أمنية أو بيانات اقتصادية، فقد قامت الصين بإغلاق نحو 44ألف موقع إلكتروني بسبب أنشطة غير قانونية عبر الإنترنت، وقد حذر الرئيس الصيني هو جنتاو من أن الإنترنت قد يضر بالاستقرار الاجتماعي، ودعا إلى -ثقافة صحيحة- في استخدامه، وفي نفس الوقت حذر ناشطون سياسيون من أن مثل هذه الحملات يمكن أن تستغل للحد من حرية التعبير؛ مشيرين إلى أن لدى الحكومة الصينية عشرات الآلاف من رجال الأمن الذين يرصدون الإنترنت ويقومون باعتقال من ينتقد النظام، والمشكلة ليست سياسية فقط، فقد أقامت ثلاث شركات عالمية للإنتاج الموسيقي برفع دعاوى قضائية ضد أحد المواقع الكبرى بتهمة انتهاك حقوق النشر؛ حيث يقوم بتسهيل وإتاحة عمليات تحميل الأغاني عبر الإنترنت بشكل غير قانوني؛ مما ألحق بها أضراراً مالية فادحة، وللدلالة على حجم المشكلة فإن 99% من الملفات الموسيقية المنتشرة في جنوب شرقي آسيا مقرصنة وتم الحصول عليها بوسائل غير شرعية، وبعض الجرائم الإلكترونية يدخل في باب الطرائف؛ إذ ألقت الشرطة البولندية مؤخراً القبض على صبي عمره 14عاماً بتهمة اختراق شبكة معلومات -الترام- وتغيير مسارات العربات في الشارع وتعريض أرواح وممتلكات الدولة والمواطنين للخطر، وذكر سائق أحد خطوط -الترام- أن الصبي استطاع عن بعد توجيه العربات إلى اليسار بينما كان السائق يحاول الاتجاه بها إلى اليمين مما أدى إلى اصطدام -الترام- ببعض السيارات! ولجأت بعض مطاعم الوجبات السريعة في العواصم العربية مؤخراً إلى توفير خدمة طلب الوجبات عن طريق الإنترنت، وهو الأمر الذي سيصيب بعض القراصنة الهواة بالتخمة بسبب الوجبات التي يتناولونها على حساب غيرهم!