إن دبابات الدفع الرباعي التي انتشرت في شوارعنا بشكل ملحوظ هي إحدى الأدوات الترفيهية التي يكثر استخدامها خلال الأعياد والمناسبات وعطلات نهاية الاسبوع في المنتزهات والاستراحات والشواطئ والأماكن الترفيهية والغالبية العظمى من مستخدمي هذه الدراجات النارية الخطيرة هم من فئة الشباب والأطفال الغالية على قلوبنا وهنا يكمن الخطر فعلى الرغم من أنها هواية مسلية إلا أنها قد تكون قاتلة في نفس الوقت فقد أظهرت الدراسات الميدانية والإحصائيات التي تم إجراؤها في الولاياتالمتحدةالامريكية أن هناك اكثر من مئتين وخمسين ألف إصابة نتيجة هذه الدبابات كانت تكلفة علاجها أكثر من ست مليارات دولار وقد اظهرت الدراسة أن الغالبية العظمى من الوفيات نتيجة هذه الحوادث كانت من الأطفال ومن هم أقل من ستة عشر عاماً في السن وهذه الحوادث تكون نتيجة لعدم الخبرة والجهل وعدم التقيد بعوامل وشروط السلامة وعدم الإشراف من قبل الأهل والكبار وهو ما نلاحظه في جميع مستخدمي هذه الآلات لدينا في المملكة حيث يندر أن يرتدي أحدهم خوذة الأمانة أو يلتزم بشروط السلامة بل العكس تماماً فنحن نراهم يجوبون الشوارع دون التزام بقوانين المرور ويقومون بحركات بهلوانية تعرضهم وتعرض الآخرين لأخطار كبيرة لاسمح الله الإصابات الناتجة إن هذه الدبابات قد تصل سرعتها إلى ما يقارب المئة كيلومتر في الساعة والراكب فيها لا توجد لديه أحزمة أمان ولا وسادات هوائية ولا هيكلا فولاذيا يحميه ولذلك فهو معرض لخطر شديد بالإضافة الى ذلك فإن معظم هذه الدبابات لها جنازير أو كفرات خطيرة ومرئية مما يعرض الأقدام للإصابات وفي حال انقلاب هذه الدبابات او اصطدامها أو سقوط الراكب منها فإن الإصابات الناتجة تتراوح ما بين خدوش وجروح بسيطة إلى إصابات خطيرة في الرأس والجمجمة والدماغ وكسور في الأطراف العلوية والسفلية وكسور في عظام الحوض والعمود الفقري وإصابات للأحشاء الداخلية مثل الكبد والطحال والرئتين والتي قد تكون مميتة في الكثير من الحالات أضف إلى ذلك فإن هناك العديد من حالات البتر لأجزاء من القدم نتيجة هرسها بجنزير الحركة عندما يتم استخدام الدباب من أكثر من شخص واحد في نفس الوقت حيث يكون الشخص الراكب في الخلف عرضة لهذا النوع من الإصابات كما أنه من الملاحظ أنه نتيجة للطقس الحار في بلادنا فإن الكثير من الناس يخرجون للأماكن الترفيهية في المساء وعندما يقودون هذه الدبابات في أماكن قليلة الإضاءة فإن ذلك يزيد من احتمال تعرضهم للحوادث لهذه الأسباب كلها فقد أوصت الجمعية الامريكية لجراحي العظام بأن لا يسمح لمن هم أقل من ستة عشر عاماً بقيادة هذه الدبابات وأن يتم السماح لمن هم اكبر سناً بقيادتها فقط بعد أن يتم إصدار رخصة قيادة مخصوصة لهم وبعد اجتيازهم لدورة تعليمية لقيادتها وأن لا يسمح بقيادتها إلا في ضوء النهار ومن قبل شخص أو راكب واحد في الوقت نفسه وأن هذه الاجهزة والمركبات لايجب معاملتها على انها ألعاب وأن لا يسمح للأطفال بقيادتها أو الركوب عليها بتاتاً حتى لو كان السائق بالغاً. تعليمات السلامة: 1- يجب مراعاة الشروط والمحاذير التي ذكرناها سابقاً من عدم السماح للأطفال باستخدام هذه الدبابات أو الركوب عليها. 2- يجب قراءة دليل المستخدم الذي يأتي مع الدباب واتباع إراشادات الأمان والصيانة الخاصة بالمحرك والأجزاء الأخرى. 3- يجب عدم قيادة هذه الدبابات على الأرصفة والطرقات المعبدة والإسفلتية العامة داخل المدن لأن الدراسات أظهرت بأن عشرة في المئة من الإصابات وخمسة وعشرين بالمئة من الوفيات الناتجة من هذه الدبابات تحصل على الأرصفة والطرقات الإسفلتية. 4- يجب استخدام الأجهزة الواقية وخصوصاً خوذة الرأس التي لها أهمية قصوى في حماية الرأس والتقليل من كسور الجمجمة وإصابات ونزيف المخ لا سمح الله كما يجب استخدام أحذية قوية ومناسبة لحماية القدمين. 5- يجب عدم قيادة هذه الدبابات بسرعة كبيرة وخصوصاً في الأماكن المظلمة أو قليلة الإضاءة حيث أن هذه المركبات صعبة التحكم ويمكن تحت هذه الظروف أن تنحرف وترتطم بالمركبات الأخرى الموجودة في نفس المكان. 6- يجب عدم قيادة هذه الدبابات أو أي مركبات أخرى في حالة أخذ الأدوية التي تؤثر على التركيز أو الأدوية التي قد تسبب النعاس مثل بعض المسكنات القوية وبعض أدوية الزكام والحساسية. 7- يجب التأكد من وجود أجهزة للإسعافات الأولية صالحة للاستخدام في مكان قريب ومعرفة أقرب مركز طبي يمكن اللجوء إليه عند الحاجة لذلك لا سمح الله. وأنه من المؤسف في مانراه في بعض شوارعنا من سوء استخدام لهذه المركبات من قبل بعض المراهقين من دون أخذ لأي من احتياطات السلامة ومن دون مراعاة للخطورة التي يعرضون أنفسهم والآخرين لها، ولعل الاباء والامهات يبدأون بالتفكير جدياً في العواقب الوخيمة لهذه المركبات قبل السماح لفلذات أكبادهم باستخدامها وتعرضهم لكل ما يحمله ذلك من خطورات بما في ذلك الإصابات الشديدة والإعاقات أو حتى الوفاة لاسمح الله ونحن كأطباء نناشد المسؤولين بما فيهم أجهزة المرور والهلال الأحمر السعودي والمسؤولين في البلديات والإمارات بوضع قوانين وعقوبات صارمة ضد قيادة هذه المركبات في الشوارع العامة والاشتراط على الأماكن الترفيهية وأماكن تأجير هذه المركبات بتوفير تعليمات واشتراطات السلامة التي ذكرناها سابقاً حتى يتم التقليل من مخاطرها على مستخدميها وعلى المواطنين كافة بإذن الله.