يعاني المتقاعدون في المملكة من أوضاع اجتماعية سيئة بسبب الارتفاعات الكبيرة في الأسعار والتي جعلتهم غير قادرين على مواجهة أعباء الحياة خاصة بعد بلوغهم سن الشيخوخة، الأمر الذي دفع بالعديد من النشطاء الاجتماعيين عبر "فيس بوك" للمطالبة بتحسين أوضاع تلك الفئة الغالية من خلال إعادة النظر في قيمة رواتبهم الشهرية. البداية كانت مع الإعلامي القدير الأستاذ غالب كامل كبير المذيعين في وزارة الثقافة والإعلام سابقاً والذي طالب برد الجميل للمتقاعدين بعد سنوات خدمتهم الطويلة وقال في تعليق مطول على صفحته الاجتماعية: "كم يكون الوفاء جميلاً - وقد تميزنا به في هذا الوطن الغالي - إذا تم تكريم المتقاعدين بمنحهم علاوة سنوية على رواتبهم بعد أن أفنوا سنين طويلة في خدمة العمل، خاصة أولئك الذين تقاعدوا منذ زمن بعيد حين كانت الرواتب ضعيفة - وحتى بعد الزيادات التي منحت لهم - والغلاء يتصاعد باستمرار ..في الدول الأجنبية تبدأ حياة جديدة مترفة للمتقاعدين فيرسمون الخطط والبرامج لرحلات سياحية في دول العالم ولا يقبل أحدهم أن تمدد فترة خدمته ولو لسنة واحدة - بينما نلحظ - مع الأسف - أن المتقاعد في الدول العربية يبذل كل جهد وواسطة لتمديد فترة خدمته - لأنه لا يحتكم على وفرة من المال تسهل له التمتع ببقية أيام حياته وغالباً ما تلفه الوحدة بردائها المقيت وينطوي على نفسه يصارع الكآبة والفراغ الممل - أليست العلاوة دافعاً لمعنوياته ومفهومه بأنه ذلك المواطن الذي يقابل بالوفاء و التكريم المفيد بدلاً من الاحتفالات التقليدية وما تحويه من عبارات المجاملة والمديح". واتفق معه في الرأي أديب الجعفري قائلا: المتقاعدون يستحقون الوفاء وهذا أقل واجب يقدم لهم بعد ما أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن المعطاء. كما اتفق الكاتب خالد مساعد الزهراني مع ذلك التوجه وقال: هذا أقل ما يمكن أن يقدم لتلك الفئة الغالية التي قدمت العطاء وجدير بأن تنال أوفى الجزاء، ليس في استمرار العلاوة فحسب بل لمزيد من الامتيازات الخاصة بهم. دعائي لك بموفور الصحة والعافية. وقال " Sami Abufayyah": نتمنى أن يصل هذا الكلام لأصحاب القرار للأخذ به والعمل عليه فهذه الفئة من المجتمع تعاني (قلة الحيلة) في ظل الارتفاع في الأسعار وغلاء المعيشة بشكل عام مما يشكل إرهاق كاهل المواطن المتقاعد. وأكد "Naif Alnefiey" على ضرورة تحسين أوضاع المتقاعدين لأنهم يشكّلون فئة هامة أعطت المجتمع الكثير وساهمت في إنشاء الجيل الذي يقود الوطن حالياً وقال: رغم أنني لست من المتقاعدين ولن أكون بينهم في يوم من الأيام لأننا لسنا من موظفي القطاع الخاص أو العام,, لذلك يكون رأيي من غير مصالح ذاتية .... إلا أن معايشتي للمجتمع وتفكيري الدائم في أحوال الناس من خلال التعامل اليومي, أرى الكثير من الظلم وعدم التقدير الملائم للمتقاعدين في معظم بلدان الشرق الأوسط، إلا إذا استثنينا القلة من بعض دول مجلس التعاون الخليجي. وقال الناشط الاجتماعي علي أحمد: من الوفاء أن يعيش من أفنى شبابه في خدمة الوطن وفي أي موقع له أن يعيش حياة كريمة، هذا حق من حقوقه ويجب أن يكفلها له المجتمع ويحدث هذا في المجتمعات الراقية والمتقدمة فقط .