الرشوة هي فرض مقابل غير مشروع للحصول على منفعة معينة، وهي ممارسة غير مقبولة ناتجة عن تعسف في استعمال السلطة، واستغلال الموظف لسلطته التقديرية وخيانته للأمانة، سعياً وراء تحقيق دخل إضافي بطريقة غير مشروعة، وقد حرّم الإسلام الرشوة وعدّها من الكبائر، كما أن القانون الجنائي في جميع دول العالم يعاقب المرتشين، ويتعامل معهم كأفراد يمثلون خطورة على استقرار ونظم هذه المجتمعات، وللحد من هذه الآفة وفضح مرتكبيها ظهرت منظمات المجتمع المدني المتخصصة في محاربة الرشوة، كما أكدت دراسة سعودية أجريت مؤخراً أن آثار الرشوة في البلاد تتجلى بشكل واضح على عمليات التنمية الاقتصادية، بحيث تظهر المشروعات التنموية المتهالكة، هذا فضلاً عن الآثار الاجتماعية السلبية ومنها فقدان الثقة في النظام الاجتماعي السياسي القائم، وتنامي معدل الفقر وتراجع مستويات العدالة الاجتماعية, وفي سبيل محاربة الرشوة والقضاء عليها تقوم هيئة مكافحة الفساد في المملكة بتكثيف حملاتها ضد المسئولين الذين يستغلون مناصبهم للتربح من ورائها، من جهتها قالت نجلاء "الحلال بين والحرام بين .. واليوم تغيرت المسميات وأصبحت الرشوة (مساعدة، تسيير أمور، تسريع معاملة .. إلى آخر هذه المصطلحات)..! وتبقى في نهاية المطاف هي الرشوة"، ورفض فراس العجلان أخذ الرشوة تحت أي مبرر وقال "يا موظف دخلك الضعيف لا يجعلك تؤكل أبناءك من الحرام"، وقال أحمد الشريف "فإذا علمت أن أحدهم يأخذ رشوة فانصحه فإن لم يستجب أو يرتدع فارفع عليه شكوى للمسئولين ولا تكن سلبياً، فالسكوت سبب لانتشار المشكلة وتفاقمها"، وأضاف: "أن انتشار الرشوة نذير شر فبسببها يزداد الظلم أو يُعان الضعيف والمسكين وما في ذلك من تقدم للدنيا على الدين فاتقوا الله"، وقال عبد الرحمن المطيري: "إذا استبيحت الرشوة وحلّت في الديار في هذه الحال تمحق البركة وتضيع الحقوق وينتشر الظلم"، فيما أشارت خلود إلى "أن الرشوة تجمع أنواع عدة من الظلم للنفس والغير من الخاصة وعامة المسلمين و(الظلم ظلمات يوم القيامة) فالويل لأهل الرشا!"، وشدّد خالد إبراهيم الصقعبي على ضرورة التركيز على كبار الموظفين وليس فقط صغارهم وقال: "الموظف الصغير إنما هو أداة لتمرير الرشوة لمن هو أكبر منه لذا فتّشوا عن الكبار حتى يتم تضييق الخناق عليها"، وأضاف الصقعبي أن الرشوة لن تنحسر حتى يُقمع الكبار عن أخذها، وقال م. مشاري السعدون "لا أدري حقيقة كيف يعيش من يُعطي أو يأخذ أو يعين في أمر الرشوة .. أين يذهب من لعنة أطفال وزوجة وقد غذاهم بالحرام!!"، ورأى عبد الله محمد السنان أن البعض يحتج بأخذ الرشوة بأن الأغلبية ممن هم في مواقع تغري يضطر إلى أخذها, لا ينظر إلى الناجي كيف نجى ولكنه ينظر إلى الهالك كيف هلك، وقال عبد الرحمن السديس: "إذا طلب الموظف رشوة أو لمح بذلك فالواجب عليك الإيقاع به والتنسيق مع الجهة المسؤولة للقبض عليه؛ فهذا ورم خبيث يجب استئصال شأفته من المجتمع كلياً".