سهر سكان شرق وجنوب جدة مساء البارحة قبل الأول مع أكثر من ساعة ونصف من الأمطار الغزيرة، التي فاجأت عدة احياء بعد منتصف الليل وظلت تتواصل حتى ما قبل آذان الفجر بساعة، وأدى هطولها الى تجمعات مائية واسعة في الكثير من الشوارع والبرحات، وسدت المياه فوهات عدد من مدارس البنين والبنات وبعض المحال التجارية. مداهمة المشاريع وداهمت المياه مشروع تصريف السيول في شارع جاك الفاصل بين قويزة الشعبي وقويزة المخطط، الامر الذي جعل الحفريات تمتلئ بالمياه، لتبدأ مرحلة أخرى من تعطيل مشاريع تصريف السيول (فوق ما هي معطلة من قبل) حيث مرّ حتى الآن ثلاث سنوات منذ كارثة سيول جدة الأولى وتلك الانحاء المستهدفة بمشاريع لتصريف السيول تراوح فيه المشاريع في مكانها دون ان تنتهي. غياب الطلاب وعند اطلالة الشمس كانت الاحياء والشوارع ما زالت تغص بالمياه الامر الذي جعل مئات الطلاب والطالبات يعزفون عن التوجه الى مدارسهم، حتى في ظل عدم صدور قرار بتعليق الدراسة من ادارة التربية والتعليم في جدة، وشهدت المدارس غياباً شبه جماعي، وبدأ عمال حراس وعاملات المدارس للبنين والبنات مرحلة اخرى من تنظيف وتهيئة المدارس للدراسة. شارع الموت.. لا جديد وتحدث إلينا بعض الأهالي هناك فقالوا: مع الاسف كنا نتوقع انتهاء مشروع تصريف السيول في شرق جدة وحي قويزة الذي شهد اكبر نكبة من السيول في تاريخ المملكة، وكذلك شارع جاك الشارع الصغير بأنه كان شارع المأساة المروعة، هذا الشارع للاسف ما زال حتى اللحظة بدون إتمام المشاريع تصريف السيول فيه على الرغم من مرور اكثر من ثلاث سنوات على مأساة سيول جدة الاولى التي اجتاحت هذا المكان. تجمعات اعاقت الدراسة وقالوا في استطرادهم مع (البلاد): إن من يلاحظ شوارعنا صباح اليوم حيث عدد من المدارس وخاصة مدارس البنات يلاحظ اننا ما زلنا مكانك سرّ، فالمياه تشكلت كالعادة في تجمعات واضحة حتى وصلت الى ابواب المدارس، الأمر الذي سيكون عائقاً نفسياً على الأقل للطالبات من مواصلة الدراسة. تعثر شارع جاك واضافوا: كذلك فإن مشروع شارك جاك وتحديدا حفريات لم يتم انجازها قد امتلأت بالمياه والآن المقاول يشفط الماء منها، لان الامطار عطلت عمله فوق ما هو معطل من قبل. الشهور صارت سنوات وقالوا: المؤكد أن عملية الشفط تحتاج ربما لأيام، وقد تأني أمطار أخرى فتحدد الحفر للامتلاء من جديد، وقد كان من المطلوب انجاز العمل منذ فترة لأن هذا عمل بسيط، ونجده في الدول الأخرى يتم في اشهر قليلة جدا وليس سنوات كما هو الحال عندنا. غياب البلدية وقالوا: إن المياه غمرت أمام عدة محلات مثل محلات الخضار والبقالات ، كما ان البلدية غابت عن شفط مياه الشوارع الداخلية الامر الذي جعل المواطنين يبحثون عن وايتات " على حسابهم" ليتخلصوا من ركود المياه امام بيوتهم، ويجدون فرصة للمشي والحركة.