الولاء والانتماء للوطن شعور داخلي يأتي من خلال التداخل والتكامل والتفاعل بين الجانبين الوجداني والعقلي، لذا فإنها حالة نفسية صعبة التركيب. وكلما كان هذا الشعور نابعاً من أعماق النفس البشرية، مؤمناً بها الفرد ومترجماً للحرية والديمقراطية التي ينعم بها أمناً في وطنه وعمله، لا نابعاً من أجندات خاصة وغايات لا يعلم بها إلا الله سبحانه، كان أكثر استقراراً هو والمجتمع الذي ينتمي إليه. الولاء والانتماء ديناميات تحرك الطاقة الإنسانية على الأصعدة كافة، الفكر والسلوك، وهي من الحاجات الفطرية التي تعمل على سواء الشخصية أو اضطرابها، فمنها الفطري ومنها المكتسب. الانتماء الفطري طبيعة ذاتية خلق الله الإنسان بها، ولا دخل للإنسان في ذلك مثل الجنس واللون، أما الانتماء المكتسب فاكتسبه الفرد من خلال العمل والهوية والنشاط والميل، ولا ضمان لهذه الانتماءات إلا من خلال الانتماء الأكبر للوطن؛ لأن الانتماء للوطن هو الذي يحمي ويرعى جميع هذه الانتماءات، والتفاعل بين هذه الانتماءات والانتماء للوطن يؤدي إلى نمو الفرد وازدهار الوطن، ومن المعروف أن هناك انتماءات وقتية ربما تزول بزوال تأثيرها، إلا أن الانتماء الأكبر هو الانتماء للوطن ، وكل من يقل انتماؤه للوطن تتلاشى انتماءاته الأخرى تلقائياً. ويرتبط مفهوم الولاء والانتماء ارتباطاً إيجابياً، وكان ذلك مصدراً للنمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، أما إذا كان الارتباط بينهما ارتباطاً سالباً فيكون ذلك على حساب الوطن، ويظل الوطن غارقاً في التخلف والتمزق والانهيار. فالولاء والانتماء مفهومان لا يشتريان بالمال، وإنما يكتسبان من خلال بناء الثقة والتقدير والثناء والعمل الجاد من أجل الوطن ومصلحته العليا. إننا بأمسّ الحاجة الآن إلى الولاء والانتماء للوطن الذي هو الولاء للأرض وعلينا جميعاً العمل على ترسيخ مفهوم الولاء والانتماء والمواطنة أو إضعافه من خلال الأثر الكبير الذي يتركه في عقلية المتلقي ونفسيته. صفحة "Salwa AK "