لازالت الحرب المعلنة بين عملاقي التكنولوجيا في العالم "سامسونج" و"آبل" مستمرة، ومن الواضح أن هذه الحرب لن تنتهي بسهولة، خاصةً في ظل عدم قدرة أي من الطرفين على توجيه الضربة القاضية للآخر، نظراً لقوة الطرفين وقدرة كل منهما على استغلال نقاط الضعف في منافسه، فبعد أن استطاعت "آبل" الحصول على حكم بالتعويض بلغ مليار دولار إلا أن "سامسونج" استطاعت الحصول على أكثر من حكم لصالحها ضد "آبل"، وكان آخر هذه الأحكام الحكم الصادر من إحدى المحاكم البريطانية في قضية براءة الاختراع بينها وبين سامسونج، وقالت المحكمة إن القرار ساري المفعول في كل دول الاتحاد الأوروبي . وفي الاعتذار الذي نُشر في صحيفتي ديلي ميل والجارديان البريطانيتين، قالت "آبل" إن "سامسونج" لم تنسخ أي جانب من جوانب آي باد لتطوير جلاكسي تاب، كما ألزمت المحكمة الإقليمية التي أصدرت القرار "آبل" بنشر الحكم الصادر في قضية براءة الاختراع في غضون 48 ساعة، وتم إبلاغ الشركة بضرورة تصحيح التصريح وإعادة نشر رسالة اعتذار على الصفحة الرئيسية من موقعها وبخط لا يقل قياسه عن 11 نقطة . ورغم قيام "آبل" بنشر الاعتذار على موقعها الرسمي الخاص بالمملكة المتحدة تنفيذاً لأمر المحكمة بأن شركة سامسونج لم تنسخ تصميم الآيباد، إلا أن المحكمة رأت أن هذا الإعتذار ليس واضحاً وكافياً على النحو المطلوب، حيث انتقدت المحكمة البريطانية الصياغة التي وضعتها "آبل" في اعتذارها وطالبت بضرورة إعادة كتابة الاعتذار بصياغة جديدة أكثر وضوحاً . ورفضت شركة "آبل" هذا الأمر معتبرةً أنه يستلزم أسبوعين على الأقل للحصول على صياغة جديدة للاعتراف، وقوبلت هذه الصياغة بالرفض من قبل بعض أعضاء المحكمة، وأشارت المحكمة لفريق "آبل" القانوني بإعداد الصياغة الجديدة مع إبقاء بيان الاعتراف على الموقع حتى 14 ديسمبر، وهو وقت كاف لجذب انتباه المتسوقين على موقع "آبل" في موسم العطلات لتحقيق الغرض منه وهو تبرئة "سامسونج" . يذكر أن "آبل" صاغت بيانها السابق حول الاعتذار من سامسونج والاعتراف بأنها لم تنسخ من تصميم الآيباد، بطريقة مبطنة تشير إلى أن الجالاكسي تاب ليس رائعاً بقدر الآيباد، كما أنه ليس مصمماً بنفس البساطة، هذا إلى جانب الحواف المستديرة التي يملكها الآيباد، وغيرها من الصياغات التي تفخر بالآيباد وتصميمه أكثر منها اعتراف بعدم سرقة سامسونج له مما اعتبر إساءةً لجالكسي تاب ودعاية للآيباد وليس اعتذاراً . وعلى الرغم من أن آبل أنفقت مليار دولار زيادة هذا العام على الأبحاث وتطوير المنتجات، إلا أنها لا تزال متأخرة عن سامسونج التي تنفق حوالي 6 % من عوائدها على البحث والتطوير، وبحسب الأرقام الرسمية فقد كانت ميزانية البحث والتطوير في آبل هذا العام 3.4 مليار دولار وهي تشكّل حوالي 2.2% من مبيعاتها المتنامية سنوياً فقط. كما أعلنت سامسونج أن إجمالي مبيعات منتجها الجديد "جالاكسي نوت 2" في جميع أنحاء العالم تجاوز 3 ملايين وحدة منذ طرحه في أواخر سبتمبر الماضي وقالت الشركة في بيان صحفي إن شحنات الجهاز، الذي يجمع بين خواص الهاتف الذكي والحاسوب اللوحي والمزود بشاشة قياس 5.5 بوصة، تجاوزت 3 ملايين وحدة خلال 37 يوما فقط من إطلاقه، وأعلنت الشركة الكورية الجنوبية أن أرباحها في الربع الثالث تضاعفت مقارنةً مع العام الماضي بفضل المبيعات القوية للهواتف الذكية، ويرجع تقدم سامسونج إلى الاهتمام الإعلامي والعام بقضايا براءات الاختراع الجارية بين شركتي سامسونج وآبل، حيث يعتقد أن سامسونج قد استفادت أكثر من تأثيرات تلك القضايا.