دعا الدكتور ناصر بن صالح العود أستاذ الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية بجامعة الإمام ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية إلى ضرورة الاهتمام بتفعيل دور مهنة الخدمة الاجتماعية في المستشفيات والمراكز الطبية في المملكة. وتأتي دعوته نظرا لما يضطلع بها العاملون في المجال الاجتماعي من كفاءات مهنية وخبرات علمية تمكنهم بعد الله سبحانه وتعالى من العمل مع المرضى بشكل عام والمرضى المصابين بالأمراض المزمنة وخصوصا أمراض السرطان والسكري وغيرها من الامراض التي يكون التدخل الاجتماعي جزء أساسي في مساعدة المرضى المصابين والتي تشير الاحصاءات الى انها تستنزف ما يقارب 75% من ميزانيات الصحة في الدول المتقدمة. جاء ذلك في محاضرة علمية قدمت في الندوة الصحية الاولى للخدمة الاجتماعية في مجال الامراض المزمنة والتي اقيمت الاسبوع الماضي في المستشفى العسكري بالرياض بالتعاون مع الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود وبحضور عدد كبير من المختصين في الخدمة الاجتماعية والامراض المزمنة. واستعرض الدكتور العود في ورقته التي كانت بعنوان" الدور المهني للأخصائي الاجتماعي مع المصابين بالأمراض المستعصية" أهم المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها هؤلاء المرضى وأسرهم, إضافة إلى أهم الأدوار المهنية التي يعمل الأخصائيون الاجتماعيون على ممارستها مع كل من المريض وأسرته ومؤسسات المجتمع للتعريف للتخفيف من حدة تلك المشكلات وإيجاد مصادر للدعم المادي والمعنوي للمريض، وقد عرض الدكتور بعض الحالات التطبيقية لبعض المرضى المصابين بالسرطان وكيفية التعامل المهني معهم. وختم الدكتور العود ورقته العلمية بالإشارة الى أن الاخصائيين الاجتماعيين يشكلون ما يقارب 60% من العاملين في مجال الخدمات النفسية والاجتماعية في الولاياتالمتحدةالامريكية حسب ما تشير الية المنظمة الامريكية للصحة النفسية موضحا أن الرعاية الاجتماعية والنفسية في مجال الأمراض المستعصية جزء مكّمل وهام لنجاح عملية التدخل الصحي مع المرضى في المؤسسات الطبية و مراكز الرعاية اللاحقة. ودعا المسئولين في المؤسسات الصحية والمركز الطبية الى التوسع في أقسام الخدمة الاجتماعية الطبية وتوفير الدعم المادي والمعنوي للقائمين على تلك الخدمة لاسيما في ظل التغييرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة ومنها دخول شركات التامين الطبي و ما تفرضه أحيانا فن إجراءات إدارية في تقديم الخدمة الطبية تساهم في الحد من تمتع المرضى بحقوقهم الطبية مما يتطلب وجود أخصائيين مهنية أكفاء يساهمون في العمل مع هؤلاء المستحقين في الحصول على الخدمة الطبية المناسبة ومنهم الأخصائيون الاجتماعيون والذين غالبا ما يعتمدون مداخل علاجية مهنية متعددة لمساعدة المرضى وأسرهم لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.