انتشرت قضايا الابتزاز الإلكتروني بشكلٍ واسعٍ خلال الأيام القليلة الماضية، ووقعت فتيات كثيرة كضحايا لتلك الأساليب البشعة التي يقوم بها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة, مما تسبَّب في العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية للفتيات اللاتي وقعن ضحايا لتلك الممارسات الخاطئة. وقد بدأت جهات حكومية في رصد هذه الظواهر والتصدِّي لها، حيث نجح رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شرق الدمام بالمنطقة الشرقية الأسبوع الماضي في إنقاذ فتاة "17 سنة" من براثن مُبتز عشريني، كانت على علاقة محرمة به بدأت عن طريق محادثة "الواتس أب" واستغل صورًا لها في اغتصابها هو وأصحابه مرات عدة. وبدأت القصة بتعلُّق الفتاة بالشاب وإبلاغه لها برغبته في رؤيتها فقط من بعيدٍ، إلا أنها استجابت له أثناء اللقاء، وأركبها معه بعد أن أمّن الأبواب، ليقوم بعد ذلك بخطفها واغتصابها، ولم يكتفِ الشاب بذلك بل أصبح يتوالى عليها هو وأصحابه في مزارع وأماكن عدة، وبشكلٍ مستمرٍّ تحت ضغط الصور التي التقطها من أول لقاء واحتفظ بها من أجل تهديدها وابتزازها، وكشفت الفتاة عن أن الشاب كان يجبرها على تصوير نفسها بشكلٍ مستمرٍّ من بعد أول لقاء جبري بينهما، كي لا يفضحها، فيما استجابت له خوفًا منه بعد أن تمكّن منها. وحاولت الفتاة حسم الموضوع بعد أن استشارت إحدى زميلاتها في المدرسة، وقررت أن تتركه، وعندما صرَّحت له بذلك أنزل لها صورة وهي شبه عارية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"؛ ليثبت لها أنه قادرٌ على أن يفعل أي شيءٍ يريده، فما كان منها إلا أن رضخت مباشرةً لمطالبه، ونصحتها إحدى صديقاتها القريبات منها باللجوء لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واقتنعت بعد محاولات، وتم تسلم بلاغها وعمل الإجراءات اللازمة من قِبل الأعضاء، وبموجبه تم عمل كمين محكم للشاب المبتز، والذي ضُبط متلبسًا بعدما حضر لإركاب الفتاة من عند أحد المستشفيات بالدمام في مركبةٍ عائليةٍ ومعه أحد أصدقائه، وأقرّ الشاب بفعلته، فيما ظهرت نوايا صديقه الذي كان يُخطط لأخذ الفتاة إلى منزله وأخبرها بذلك، على الرغم من توسلاتها له بأن والدها ينتظرها أمام المستشفى، واعترف الاثنان بأفعالهما السابقة بالفتاة، كما ثبت لدى فرقة الهيئة أنه هو من نشر صورها على الفيس بوك، وتم إعداد المحاضر اللازمة وإتلاف كل ما يتعلق بالفتاة من جهاز المبتز، وأيضًا ما نشره على صفحات الموقع الاجتماعي "الفيس بوك"، وتمت إحالة الشاب لشرطة جنوبالدمام، ويخضع حاليًا للتحقيق لحين اتخاذ الإجراءات النظامية بحقِّه. وقد اعتادنا على سماع مثل هذه المخادع والابتزازت الإلكترونية التي دائمًا ما يكون ضحيتها هي الفتاة, ولكن على غير المعتاد قد ألقت هيئة الأحساء القبض على امرأة ثلاثينية مؤخرًا، بعد أن قامت بابتزاز مواطن وتهديده بنشر صوره عاريًا ما لم يسلمها مبلغ 2.35 مليون ريال، وذلك بعد إعداد كمين بالتنسيق مع المواطن، الذي واعدها وسلمها المبلغ لتتم مداهمتها من قِبل أفراد الهيئة ومعها كامل المبلغ، وقد أفادت التحقيقات بأن الفتاة بدأت في ابترازه وتهديده بنشر صوره على مواقع الإنترنت بعد حصولها على صوره عاريًا، ما لم يدفع لها المبلغ المذكور، فيما أحالت الهيئة الفتاة إلى الجهات المعنية لاستكمال التحقيقات معها، ومن ثم تقديمها للمحاكمة. وفي هذا السياق أكَّد العديد من الأخصائيين على أن دخول الفتيات إلى مثل هذه النوعية من الجرائم ربما يشير إلى تورُّط الفتاة في جرائم مشابهة في وقتٍ سابقٍ، وأن الأمور تطوَّرت معها فزادت جرأتها، وأن بعض الفتيات يسلكن طريق الانحراف ربما كنوع من الانتقام من الذات, وتنامي شعور سلبي بداخلها تجاه نفسها. وفي إطار كل هذه الحوادث وجرائم الابتزاز يؤكد العديد من المختصين على خطورة قيام بعض الفتيات بتخزين بعض الصور الخاصة في جهازهن, وبعض المعلومات المهمة عنهن، دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أجهزتهن من الاختراق، ومن ثَمَّ السطو على معلوماتهن وصورهن الشخصية واستغلالها في عملية الابتزاز، محذرين من طرق اختراق البريد الإلكتروني الخاص للفتاة, باتباع عدة طرق يحاول من خلالها المبتز الدخول على حساب البريد الخاص بها واستخدام معلوماتها الخاصة للإيقاع بها أو استغلاها ضدها، وذلك بأن يستخدم إحدى الطرق التالية كاستخدام برامج لتخمين كلمات السر، أو المواقع المزورة التي تخدع وتوحي بأنها مواقع رسمية خاصة بأحد الجهات الموثوقة، فيتم إدخال بعض المعلومات الخاصة بها مثل: عنوان البريد، كلمة السر وغيرها، وكذلك إرسال ملفات تجسس أو الفيروسات إلى جهازها الخاص، فضلاً عن الرسائل التي تحتوي على برامج خبيثة تقوم باستكشاف معلومات الجهاز وإرساله إلى الشخص المخترق. ولذلك يجب الحرص على تحديث نظام التشغيل بشكلٍ دوريٍّ، وتركيب برنامج مكافحة الفيروسات، والحرص على تحديثه دوريًّا، وتركيب برنامج مكافحة ملفات التجسس، والحرص على تحديثه، وعدم الدخول على المواقع المشبوهة، لأنها تستخدم فيروسات، وأخذ الحيطة عند استخدام الشات، لأنه يفتح ثغرات في الجهاز، وعدم قبول صداقة شخص لا تعرفه، كما يجب عدم إدخال المعلومات الشخصية وخصوصًا أرقام بطاقات الائتمان إلا في مواقع مؤمنة بحماية للمستخدم.