عن دعم أمريكا للربيع العربي والديمقراطية في الدول العربية وسياستها في الشرق الأوسط أشار كين بولاك من معهد بروكينغز إلى أن أكثر ما انتقده في سياسة إدارة أوباما هو أنه حتى اندلاع الثورة المصرية لم تكن الديمقراطية مثلما كانت إدارة أوباما تحاول فعله في الشرق الأوسط. وأوضح أن المهم هو مدى التغيير الذي طرأ على سياسة الإدارة ومدى إدراكها لضرورة مساعدة الديمقراطية التي أصبحت التوجه المستقبلي في الشرق الأوسط، وهو الذي يعني إعادة توجيه جوهرية لسياسة أمريكا إزاء الشرق الأوسط والاضطرار إلى أخذ البيروقراطية الأمريكية الشرق أوسطية وقلبها رأسا على عقب لأنها تابعت باستمرار كفاحها ضد نشر الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وكل الجهود من جانب الولاياتالمتحدة. وأضاف أنه إلى حد ما ضمن المجتمع الأمريكي الشرق أوسطي خاصة داخل الحكومة الأمريكية كان هناك إحساس بالنسبية الأخلاقية وأن الشرق الأوسط بخير كما هو وأنه لا يريد الديمقراطية في الواقع وأن الديمقراطية مفهوم مستورد من الولاياتالمتحدة، وسيكون مفروضا على المنطقة، مشيرا إلى أن هناك بعض الحقيقة في ذلك فشعوب المنطقة كانت تتصلب وتتوتر كلما حاول رئيس أمريكي أن يملي عليها مظهرها أو يحدد كيف ينبغي أن يكون مظهر الديمقراطية، فمن الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش هو تحديدها لما ينبغي أن تكون عليه الديمقراطية في المنطقة بدلاً من الاستماع إلى شعوب المنطقة ومحاولة فهم ما يريدونه فيما يتعلق بالديمقراطية. ورأى خلال حديثه لبرنامج "داخل واشنطن" على قناة "الحرة" أنه مع ذلك كله إلا أن نزعة البيروقراطية كانت تدفع الولاياتالمتحدة في الاتجاه المعاكس، أي تجاهل الأمر برمته والاقتناع بأنه لا أحد في الشرق الأوسط يريد ذلك إلا أن ما حدث في الدول التي قامت بها ثورات موجة عارمة تمكنت من محو تلك الصورة القديمة عن الشرق الأوسط على الأقل ضمن نطاق صانعي السياسة.