إيران التي كانت مدرجة في محور الشر في عهد الرئيس الأمريكي بوش تقف اليوم أمام عرض أمريكي جديد قدمه الرئيس باراك أوباما قد ينهي العداوة المتأصلة بين البلدين منذ قيام الثورة الإيرانية قبل ثلاثين عاماً. وهذا العرض لم يأت مصادفة وإنما هو من صميم سياسة أوباما التي أعلن عنها خلال ترشيحه الأول للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وخلال ترشيحه للرئاسة الأمريكية وخلال تنصيبه إذن هو فهم متأصل في فكر الرئيس ليس فيه أي مناورة، وقد سبق أن قال إنه سيعتمد على الدبلوماسية الهادئة وليس على القوة أي أنه يريد أن يتجاوز عهد الرئيس السابق بوش الذي دخل في خصومة مع الكثير من دول العالم الاسلامي. هذه أخطاء يريد أوباما تصحيحها وقد بدأ العمل الدبلوماسي الآن مع إيران فقد سبق وأن أرسل اليها عدة إشارات إيجابية ثم لتأت الخطوة العملية الأولى بتقديم عرض الحوار كأكبر خطوة في هذا الاتجاه فقد قال أوباما «إن الولاياتالمتحدةالأمريكية على استعداد لإنهاء سنوات من توتر العلاقات مع طهران». فهذا كلام جديد في السياسة الأمريكية وعلى إيران أن تتعامل معه بعقلانية وحكمة وتبصر. وقد تكون هذه فرصة مهمة أمام إيران لتخرج من حالة العداء الدائم مع الولاياتالمتحدة وتعمل من أجل إسعاد ورفاهية شعبها، بدلاً من الضرب على وتر الخصومة مع أمريكا. فقد رحبت إيران بعرض أوباما ولكن ما أشارت اليه من أنها تريد أفعالاً ملموسة فهذا ينبغي أن يكون منها هي.. فعليها أن تنتهز هذه الفرصة وتعيد رسم سياستها مع المجتمع الدولي بدلاً من الصدام معه، فالحوار مبدأ أصيل لإزالة سوء الفهم، ونأمل أن تتوالى الخطوات نحو تحقيق التقارب حتى يكون ذلك مدخلاً للهدوء والاستقرار في هذه المنطقة المضطربة منطقة الشرق الأوسط.