كم شاعرا اليوم يستحق الصفع على قفاه ليقال له أسكت واطربنا بصمتك فلست سوى مقتات على موائد الشعر والشعراء؟، وكم شاعرا اليوم يستحق أن تمد رجلك عندما يلقي قصيدة أشبه ما تكون بالعصيدة؟ لم يكذب أبو نصر بن المرزبان عندما قال في وصفهم: الشعراء فاعلمن أربعة، فشاعر يجري ولا يجرى معه، وشاعر ينشد وسط المعمعة وشاعر من حقه أن تسمعه، وشاعر من حقه أن تصفعه، اليوم سيتعب كفك من كثرة الصفع فحجم المصفوعين يتزايد يوما بعد آخر وستتعب أصابع اليد منهم. تتصارع القنوات الشعرية الشعبية في الفضاء لكنها في النهاية تشبه بعضها، كلها (لم ينجح أحد) فما تلفظه تلك القناة من معدين ومقدمين تتلقفه الأخرى وتعود تكرر أخواتها وكأن ما في البلد سوى أولئك خفيفي الظل، ولازال شعراؤها يهتمون بالميك أب يغردون بالحب والعشق والهيام أكثر من اهتمامهم بالمساهمة في قضايانا الاجتماعية التي وصلت فيها قيمة الدجاجة فيه 30 ريالاً، والأرز إلى مئة ريال للعشرة كيلو فأين أنتم من قضاياكم الملحة يا شعراء الرومانسية والتوبيكات والبرود كاستات؟. علي الدويحي معشوق الرياضيين والاقتصاديين والشعبيين، أحب هذا الرجل فلديه إمكانات محفزة ومثيرة للجدل، سمعت مؤخرا أنه أصبح ناقدا حصريا بإحدى القنوات الفضائية ولم يعد لديه الوقت حتى للنوم، الدويحي يمتر جدة من الرحاب إلى دوار الهندسة مرورا بشارع الستين وانتهاء بالنزهة، يذكرني بالاخطبوط بول، أشفق على نفسك أبا سعيد. فالعمر مش بعزقه. إذا حضر عبدالمجيد الزهراني حضر معه الشعر، رسائل هذا الشاعر تذكرني بأحمد مطر ومظفر النواب. عبدالله الفارسي لازال يعيش عصر افلاطون ومملكته الفاضلة، فيحاول من جهة الارتقاء بالشعر الجميل ومن جهة أخرى تحفيز الشعراء على الإبداع، هو في القمة الشعبية ولا شك، لكن القمة اليوم لم تعد تتسع للجميع، فهل سيواصل صراع الأمواج العاصفة بالشعر ومملكة افلاطون؟ عبدالله عبيان نحر الشعر وأضاع منا زمن اللثغة الجميل، لست أدري عبدالله كبر في عمره أم تكبر على الشعر واستوطن الصحافة التي سرقت شاعرا ترتخي له الهامات. سعد زهير رجاء لا تقل في الحول سوى نص شعري واحد وليكن بروعة وسلطنة (غيمه جنوبيه) الله يسبق بي يا سعد.