احتفل العالم يوم الاثنين الماضي باليوم العالمي للمسنين، وهو اليوم الذى حدّدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1990 للاحتفال به، وذلك كمتابعة لمبادرات الأممالمتحدة المتعلقة بالشيخوخة بهدف التجاوب مع الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين، ولإلقاء الضوء على هذه الفئة بالمجتمع ومشاكلها، وإبراز الاستراتيجيات التي تضمن كرامة وسعادة كبار السن. وفي المملكة نسبة المسنين تشكّل - حسب تقارير مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بوزارة الاقتصاد والتخطيط في العام الماضي - حوالي 5,2 من مجموع السكان، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة لتصل إلى 8,6 في سنة 2025م، وأن تصل إلى 18,6 من السكان عام 2050م حيث ازداد متوسط العمر المتوقع للحياة لسكان المملكة ووصل إلى أكثر من 75 سنة عام 2008م حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. كما أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نسبة المسنين في العالم كانت 8 % من عدد السكان عام 1950م وصلت إلى 10 % عام 2000م، ومتوقع أن تصل إلى 21% عام 2050م أي حوالي (590 مليون مسن في العالم ) منهم (230مليون مسن) يعيشون في الدول المتقدمة و(360 مليون مسن) يعيشون في الدول النامية، وتتوقع أن يصل عدد المسنين في العالم إلى (1000 مليون) مسن عام 2020م. ولأن رعاية كبار السن دين في رقابنا وواجب علينا، تمليه قيمنا الإسلامية والإنسانيِة، فقد حرصت المملكة على زرع ذلك في قلوب الأبناء والأحفاد تجاه أجدادهم المسنين، واحتفلت بهذا اليوم بشكل واسع، فقد نظم نادي المسؤولية الاجتماعية التابع لجامعة الملك سعود وبرعاية البنك البريطاني (ساب) إقامة الفعاليات في دار الرعاية للمسنين بالرياض التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وتضمنت هذه الفعاليات كلمة افتتاحية وأسئلة ثقافية قدمها النجم إبراهيم القصيمي وفقرة تراثية قدمها الأستاذ يوسف السليس عبارة عن قصص وقصائد، كما تضمنت الفقرات "اكتشف إبداعك" عبارة عن رسم تشكيلي يقوم به المسنون والذي قدمه د.فهد الجبيري، وعم الفعاليات أجواء فرح وسرور وبهجة، وتم توزيع مجموعة كبيرة من الهدايا قدمها البنك وتم تقديم بوفيه مفتوح. كما احتفلت جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية بمحافظة القطيف بهذا اليوم، حيث أوصت بضرورة الاهتمام بكبار السن والتمسك بهم حيث إنهم ثروة المجتمع ولا ينبغي أن نتركهم لوحدهم في خريف العمر، كما أشادت الجمعية بالعديد من الأبناء والبنات البارين بمن طعن بهم السن، والذين يرعون آباءهم وأمهاتهم العجزة ويوفرون لهم كل الاحتياجات الصحية والنفسية والاجتماعية بشكل جيد وبطريقة إنسانية لا مثيل لها. وقد احتشد الحفل بعدد من فقرات الشعر قدّمها عددٌ من طلاب المدارس، فقدم الطالب إياد اليوسف قصيدة عن الأم باللهجة الشعبية، وقدم الطالب محمد الخلف قصيدة عن خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً فيها أن الجميع يحب هذا الملك العظيم وسيظل يتفانى في حبه لأنه مَلك يستحق ذلك، وقدمت عدد من الفرق الإنشادية مجموعة من الأناشيد في حب الوطن، مازجين بين الاحتفالية بيوم المسن واليوم الوطني. كما نظم البنك السعودي للاستثمار زيارة لدار الرعاية الاجتماعية للمسنات بالرياض بدافع ديني في المقام الأول، ثم إنساني لرسم الابتسامة على شفاه أمهاتنا المسنات وإدخال البهجة في قلوبهن، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي، وقام الموظفات بالجلوس مع المسنات وتجاذب الحديث معهن، ثم قمن بتقديم هدايا بسيطة وسط سعادة غامرة من الأمهات المسنات. كما نظمت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بقسم عيادات الأسنان حملة «دام عزك يا وطن» حيث قام طاقم طبي من المدينة بزيارة دار المسنين والمسنات وإجراء جميع فحوصات الأسنان لهم، بالإضافة إلى توزيع الهدايا الخاصة والتي تحمل الشعارات الوطنية، كما تم تنظيم فعاليات داخلية تمثلت في زيارة مستشفى الأطفال بالمدينة وتم الكشف على جميع الأطفال ومرافقيهم وفعاليات أخرى خارجية تمثلت في زيارة دار المسنين والمسنات، وأجريت لهم جميع الفحوصات الطبية المتعلقة بصحة الأسنان، كما قدمت لهم الهدايا التي تحمل العبارات والشعارات الوطنية التي تتحدث عن توحيد المملكة، بالإضافة إلى هدايا خاصة عبارة عن هدايا تحكي تراث الماضي والحاضر.