لقد شعرت بالمفاجأة لرحيله رغم أنني اعلم ان الموت حق، ومع أنني اعلم أنه كان مريض في الآونة الأخيرة. إلا أنني تذكرت تلك السنوات التي تلقيت فيها علم الحياة و العمل و حسن الخلق على يديه فلقد عملت معه اكثر من ثمان سنوات كإستشاري غير متفرغ في مستشفى بخش في الشرفية . كان معنى من معاني النقاء والصفاء في العلاقة مع الآخرين، يعيش بعيد عن الرياء والنفاق و الغرور كان أستاذة جليل و مربي فاضل و أب حنون وأدين له بعد الله بالشي الكثير في مشواري العملي وهو مازال و سيظل في ذاكرتي و في مخيلتي ما حييت لأنه أعطى فأجاد و تعامل مع الناس بصادق و حب و احترام وتقدير. كان رجل صاحب رسالة " نعم كان صاحب رسالة " و هذة الرسالة ليست مكتوبة في كتاب و ليس جزء من انظمة و قوانين انما كانت الرسالة في فكره و عمله و تصرفاته ليخدم الناس و يساعد الفقراء و يشجع العاملين كانت بداية رسالته في عام 1973 ميلادية بمستشفى دار الشفا وعيادات بخش التخصصية ثم واصل مسيرته لبناء أول مستشفى خاص فى جدة بصميم شركة متخصصة أمريكية لنشاء المستشفيات وقد صنفت مستشفى بخش بأنها الاولي في المنطقة الغربية بالمملكة حسب تقييم وزارة الصحة لعام 1983 ميلادية. كانت تلك المستشفى ليس للطب التجاري انما لرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة و مساعدة المرضى . الدكتور عبد الرحمن طه بخش عرف عنه طيبة قلبه و نقاء سريرته و خفة روحه. لقد فقدنا أحد المعروف عنهم بالنزاهة و حب العمل و الأخلاق الحميدة و كان رحمة الله يساعد الصغير قبل الكبير و الفقير قبل الغني . يقضي حوائجهم و يتواصل معهم وكان حريصاً رحمه الله على التواصل مع الجميع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت قوماً من أمتي على منابر من نور يمرون على الصراط كالبرق الخاطف نورهم تشخص منه الأبصار لا هم بالأنبياء ولا هم بالصديقين ولا هم بالشهداء إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس". الدكتور عبد الرحمن طه بخش بذل جهداً لقضاء حوائج الناس اللهم اجعل له منبر من نور يوم القيامة.نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان ينزّل سكينته وطمأنينته على قلب أهله و أصدقائه و محبّيه، وأن يلهمهم الصبر والثبات في هذا المصاب. اكتب هذه الكلمات و ادعوا له و ما هذا إلا من باب الوفاء . (يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) و انا لله وانا اليه لراجعون . " اللهم اغفر له وارحمه، وعافه ،واعف عنه، وأكرم نُزُله ، ووسع مُدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من دارها ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة ،وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار " اللهم تقبله يا أرحم الراحمين .. اللهم احشره مع الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى ، اللهم وأبلغه مناه واجعل الجنة منتهاه. اللهم لا تحرمه الجنة وقد طلبها وسعى لها ودفع روحه من أجلها. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابو طه لمحزونون. اِنا لِلَّهِ وانا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أستاذ علم أمراض النساء و الولادة. كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجده .