دائماً ما تعتقد العديد من النساء أنها ستفقد جمالها ورشاقتها وجاذبيتها بعد الحمل والولادة ويصابون بخيبة أمل من حيث زيادة الوزن وزيادة حجم البطن فيشعرن أنها نهاية المطاف ومن الممكن أن يتطور الأمر إلى الشعور بالاكتئاب. ولكن يجب أن لا تدعي المرأة تلك الأفكار السلبية تسيطر على ذهنها لمدة طويلة طويلاً، فلا يوجد أمر مستحيل، وعليها أن تتبع مجموعة من الإرشادات التي تساعدها على استعادة أناقتها من خلال حرصك على أرضاع طفلكِ طبيعياً. فإنتاج الحليب يتطلّب الكثير من الطاقة؛ حيث إنّ الرضاعة الطبيعيّة تحرق الدهون المخزّنة، وتساعد الأمّهات على فقدان الوزن المكتسب خلال الحمل، كما أن تناول كمّيّات كافية من الماء يساعدك على الإرضاع طبيعياً، وعلى الحفاظ على إمدادات الحليب والشعور بالشبع بين الوجبات الأساسيّة والوجبات الخفيفة. ولكي تستعيدي رشاقتك المأمولة بطريقة صحية، عليك الاسترخاء وأخذ قسط وافر من الراحة في الأسابيع الأولى التي تلي الولادة، وحاولي قدر الإمكان الاعتناء بنفسك وبمولودك الصغير، مع إتباع نظام غذائي مناسب مع الفترة ما بعد الولادة للمحافظة على رشاقتك وصحتك في نفس الوقت. وللتخلص من التشققات والخطوط البيضاء يمكنك استخدام وصفة طبيعية تتكون من 4 ملاعق عسل أصلي و10 ملاعق خل التفاح وملعقتان شب أبيض وخلط كل المقادير ووضعها على الجسم كما أنه بإمكانك إضافة ماء الورد لتخفيف الرائحة ثم يلف بالنايلو على المنطقة حتى يتعرق الجسم. كما أن بعد ثلاثة أشهر من الولادة، يتساقط كل الشعر بوتيرة تهدد مظهر الأم الجديدة ويؤكد الاختصاصيون أن صحة الشعر ترتبط أيضاً بالغذاء فكلما استهلكت المزيد من الفيتامينات A وB5 وB6 والعناصر المغذية الأساسية، أصبح شعرك أكثر قوة وصحة وحيوية. كما يجب خلال هذه الفترة تناول غذاء صحيّ يحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه وتناول البروتين عالي الكفاءة والمنخفض في الدهون المشبعة، والمتوافر في الأسماك والدواجن وبياض البيض، فقد توصلت دراسة "هيئة الغذاء والدواء الأميركية" إلى أن البروتين يعدّ من أكثر المواد الغذائية التي تحتاج وقتاً وطاقة في هضمها، ما يعزّز الشبع لفترات طويلة ويستهلك عدداً أكبر من السعرات الحرارية مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى ومن جهة أخرى، يساعد البروتين على بناء نسيج العضل في الجسم الذي يرفع قدرة الجسم على إحراق الدهون ويسرع من التخلّص منها. وأيضاً يجب ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف وبصورة دورية، فالرياضة المنتظمة هي الضامن الوحيد لعودة اللياقة المفقودة إلى جانب الحصول على عضلات قوية خاصة في منطقتي الظهر والبطن الأكثر تأثراً في فترة الحمل، ومن الممكن ممارسة اليوغا. فزيادة ممارسة اليوغا تساعد على فقدان الوزن الذي تم اكتسابه أثناء الحمل، فحركات التمدّد اللطيفة ترخي الأربطة المشدودة التي تعرّضت لضغط كبير خلال التسعة أشهر الماضية وتزيد قوّة العضلات بالتدرّج. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بعد الولادة، تمنعك من الإصابة ب"اكتئاب ما بعد الولادة"، فالرياضة تدفع عنك الشعور بالحزن أو الاستياء وتساعد على عودة عضلات جسمك إلى صورتها الأولى بشكل سريع، فالتمارين تعمل على تقوية وشد عضلات البطن التي ترهلت، نتيجة التطور الطبيعي لمراحل الحمل وما يصاحبه من كبر في حجم البطن، أما عظم الظهر فالوزن الزائد المكتسب مع ثقل حجم البطن يضغطان على فقرات الظهر مباشرة مما يصبها بالضعف. كما تساعد الرياضة على تنظيم مواعيد نومك إلى جانب التقليل من حجم الضغط العصبي الذي تتعرضين له في تلك المرحلة، خاصة إذا كنت أما لأول مرة ولم تمري بتلك التجربة من قبل، وبالتالي تستطيعين أن تحصلي على الطاقة اللازمة لتقضي أجمل الأوقات مع رضيعك. ومن المهم البعد عن الرياضات الصعبة أو ذات الحركات العنيفة فهي غير مناسبة تماماً في المرحلة الأولى بعد الولادة.