فقدت الدراما المصرية أبرز مخرجيها وصاحب أروع أعمالها.. هو المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ الذي وافته المنية بأحد مستشفيات فرنسا بعد فشل كل محاولات الأطباء الفرنسيين في علاجه عن عمر يناهز الواحد والسبعين عاماً من العطاء الفني الكبير . وقد سافر إلى فرنسا على متن طائرة طبية خاصة برفقة زوجته وابنه محمد إثر تعرضه لأزمة صحية، حيث كان المخرج الراحل يعاني منذ فترة قصيرة من التهاب رئوي حاد، فضلاً عن مرض فى الكلى ورفض المخرج الكثير من العروض لعلاجه على نفقة بعض الشخصيات، وأصر على التكفل بهذه النفقات، ولكن وافته المنية قبل إتمام العلاج وكان برفقته في المطار قبل السفر العديد من النجوم منهم نقيب الفنانين أشرف زكي والفنانة روجينا والنجم أحمد السقا. ويعتبر إسماعيل عبد الحافظ من أعظم مخرجي الدراما المصرية في تاريخها حيث ارتبط اسمه بالنجاح وارتبطت أعماله بالجودة، واكتشاف المئات من النجوم الذين يملئون الساحة الفنية حاليا، فقد خرج من عباءته أجيال وأجيال منهم ممدوح عبد العليم ومحمد رياض الذين شاركوا معه في رائعة "ليالي الحلمية" وخالد زكي في "الشهد والدموع" وكريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز وجيهان فاضل في مسلسل "امرأة من زمن الحب" وغيرهم من الأسماء التي لمعت في سماء الدراما والسينما. وإسماعيل عبد الحافظ من مواليد 15 مارس 1941 بمحافظة كفر الشيخ، وهو متزوج وله ابن وبنت، وقد حصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس في العام 1963، وعمل كمساعد مخرج بالتلفزيون خلال الفترة من 1964-1969، ثم مخرج دراما ثم مخرج أول 1970وأخرج العديد من المسلسلات التلفزيونية فكان من أشهرها رائعة ليالي الحلمية بأجزائها الخمسة والتي نال عنها الكثير من الجوائز، بالإضافة إلى مسلسلات المصراوية، الشهد والدموع، امرأة من زمن الحب، شارع الموردي، خالتي صفية والدير، نقطة نظام، حدائق الشيطان، للثروة حسابات أخرى، عدى النهار، الوسية، الموج والصخر، الأصدقاء، كناريا وشركاه، وكان آخر أعماله مسلسل ابن ليل الذي عُرض في رمضان الماضي. وارتبطت أعماله بعددٍ من النجوم البارزة أمثال يحيى الفخراني وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوي ويوسف شعبان، كما تعاون في العديد من الأعمال الناجحة مع المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع وغيرها من الأعمال التي تعتبر من علامات الدراما المصرية.