إيماناً منها بقدرات المعاقين بصريا في التحصيل العلمي حينما تتوفر الأساليب والوسائل المساندة لتعليمهم، قامت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشئون القصر بتجربة فريدة من نوعها على مستوى دولة الإمارات وهي إقامة مطبعة المكفوفين حيث إنها تخصصت في الطباعة بطريقة برايل للمكفوفين والتكبير لضعاف البصر، فكان لها الدور الرائد في دعم تعليم ذوي الإعاقة البصرية بالدولة وعلى نطاقات متعددة. وقد أنجزت مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية طباعة وتوزيع المناهج الدراسية للطلبة من ذوي الإعاقة في مدارس الدمج بجميع المناطق التعليمية بالدولة، ومراكز الرعاية والتأهيل والبالغ عددهم 48 طالباً وطالبة للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2012-2013 من خلال جدول زمني حددته إدارة المطبعة. وحرصت المؤسسة على إنجاز مهمة طباعة وتسليم الطلبة مناهجهم مع بداية العام الدراسي. وقد تم الانتهاء من جميع المناهج التي استلمتها المطبعة من إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم، واستمرت خلال الشهر الحالي في بعض المناهج الجديدة والمعدلة بعد استلام النسخ الإلكترونية والورقية من إدارة المناهج بالوزارة. كما تم توزيع 588 نسخة ورقية مطبوعة بطريقة برايل للمكفوفين للفصل الدراسي الأول، و186 نسخة إلكترونية على نظام برايل، والذي من خلاله يمكن للمكفوفين تصفح المنهج من خلال أجهزة الحاسوب الخاصة، بالإضافة إلى أن المطبعة باشرت طباعة مقررات الفصل الدراسي الثاني خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الحالي على أن تبدأ توزيعها مع بداية الفصل الثاني للعام الدراسي الحالي. وستبدأ المطبعة في شهر فبراير من العام المقبل في طباعة مقررات الفصل الدراسي الثالث على أن يتم توزيعها مع بداية الفصل الدراسي الثالث والأخير من العام الدراسي. وقد قامت المطبعة بطباعة المناهج بطريقة برايل على أحدث الطابعات العالمية وهي الأولى من نوعها في الوطن العربي والتي وفرتها المؤسسة لتحقيق هدف ضمان تقديم خدمتها بمعايير ذات جودة عالمية، وتوفر الطابعة ميزة القص وجودة التغليف بجانب الطباعة مما يوفر الجهد والوقت. وفي إطار اهتمام المؤسسة أيضاً بفئة الصم والبكم تم مؤخراً تنظيم يوم إرشادي للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (فئة الصم) الحاصلين على بعثات دراسية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والبالغ عددهم 11 طالباً بحضور أولياء أمورهم بمقر مركز أبو ظبي للرعاية والتأهيل التابع للمؤسسة، وذلك بغرض رفع مستوى مخرجات التعليم العالي وتقديم كافة المعلومات الأكاديمية والثقافية الهامة لهم، وسيغادر الطلبة المبتعثين في موعد أقصاه الثلث الأخير من الشهر الحالي (سبتمبر) إلى الولاياتالمتحدة استعدادا للالتحاق ببرنامجهم الدراسي، وذلك في إطار التعاون المشترك بين مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ومن جهة أخرى وفي إطار اهتمامها بتأهيل كوادرها التربوية للتعايش مع متطلبات المرحلة المقبلة تنظم المؤسسة حالياً وللعام الرابع على التوالي البرنامج التأهيلي والتطويري (كفاءة) لكوادرها العاملة بمراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها على مستوى أبو ظبي ويستمر حتى يوم 20 من الشهر الجاري، ويقدم الدورات خبراء متخصصون في مجالات التربية الخاصة. ويأتي هذا البرنامج إيماناً بأهمية التدريب لكونه العنصر الأساسي الذي تقوم عليه عملية تنمية وتطوير الكادر البشري ورفع كفاءة العاملين بالمؤسسة، غير أنه يشتمل أيضاً على تدريب وتأهيل المعالجين لفئة ذوي الإعاقة من معالجين نطق وعلاج طبيعي ووظيفي على أيدي أطباء متخصصين وحسب معايير الصحة المتفق عليها في عقود الشراكة بين المؤسسة وهيئة الصحة بأبو ظبي.