تنمو الأمم بما حباها الله من خيرات وتبقى الثروة البشرية هي الأغلى وهي الطاقة الُمشعلة لكل الثروات من بعدها ومن هذا المُنطلق جاءت أهمية القطاع الصحي ومن هنا أيضاً نتعلّم السبب الدائم وراء مقولة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله حينما يُشير بإصبع الاهتمام نحو(الوطن والمواطن) الوطنية ثم الإنسانية... فقد ارتبطت في خطاباته حفظة الله الوطنية بحياة الإنسان وتجسدت تلك الأهمية بالرعاية الدائمة والمتزايدة بالقطاع الصحي ولعل ملايين الريالات التي تُخصصها دولتنا حفظها الله ورعاها لهي أكبر دليل على ذلك. إلا أن ثمة ثغرات وسلوكيات تتسم بالبيروقراطية خلّفت تأخراً ملحوظاً بل وعائقاً سبَّب الأرق العميق للمواطن كان سببها بعض الكوادر الإدارية التابعة للقطاعات الصحية والتي كانت بدورها المانع أوالمؤخر لنهضتنا الصحية، وفي ينبع على وجه الخصوص يحكي لي أحد الأصدقاء معاناة طويلة عاشها مع والدته ذات السبعين عاماً فيقول بأن والدتي كانت تُعاني من ألم في عينها قادها لمراجعات عديدة (للمركز الصحي) أسفرت تلك المراجعات بعد جُهدٍ طويل لتحويل لمستشفى ينبع العام والذي بدوره استقبلنا ليمنحنا موعداً بعد عشرة أيام فقط لمقابلة الطبيب للكشف.... وبعد وصول الموعد تم التحويل لعيادة أخرى وموعد جديد بعد أسبوع... وعودة أخرى لذات الطبيب... ثم تحويل لمستشفى أحد بالمدينة المنورة .. ثم مرات عديدة من المراجعات كانت قد سلبت مع عمر والدتي (تسعة أشهر) فقط لشفط الماء من عينها... ورغم ذلك لم تُعمل لها العملية إلى أن تبرع لي أحد أهل الخير واستطاعت والدتي عمل العملية على نفقتها بمبلغ تجاوز العشرة آلاف ريال. وهكذا هوحال الكثير من أبناء ينبع وفي كل الأقسام ليس قسم العيون وحسب، إلا أن البعض منهم كان محظوظاً ورزقه الله ظل الرحمة الذي مدّه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود رحمة الله حينما أمر ومن باب وطنيته وإنسانيته رحمه الله بأن يكون لأبناء ينبع البحر نصيباً في الرعاية الصحية التي تُقدمها مستشفى الهيئة الملكية ذات الكوارد البشرية المؤهلة وذات الكعب الأعلى في جودة الخدمة المقدمة كون المسافة بين المدينتين لا تتجاوز بعض « الكيلومترات « البسيطة بين « الينبعين « البحر... والصناعية، وقد فاز ثُلة قليلة من المواطنين يومئذ بفتح ملف صحي في مستشفى الهيئة الملكية... ومع مرور السنوات أصبح فتح الملف أكثر تعقيداً... حدّ أن بقى على المواطن أن يختار بين أن ينكفئ عن أي محاولة ليمثل دوراً لنفسه بالفوز بملف يفتح له باب العلاج في مستشفى الهيئة الملكية بينبع وهو الأمر الأشبه بالمستحيل الذي يحتاج لمعجزة... أو أن يطوّر علاقاته مع الآخرين ليضمن (واسطة) يستخدمها كورقة رابحة بعض الشيء متى ما احتاج لعلاج كان من المفترض أن لا يحتاج لوساطة لا من قريب ولا من بعيد... وأما اليوم فلا هذه ولا تلك فالجميع قد طالته يد الحرمان..! فقد صدر موخراً قراراً تجاوز الترتيب الأصح التالي (الوطن.. ثم الإنسان... ثم القرار الإداري) ليصبح القرار الإداري متجاهلاً الوطنية والإنسانية التي دائماً ما تكون الشغل الشاغل لقائد بلادنا أبي متعب حفظة الله .. ومن قبله المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه دون أيّ تفريق بل بمساواة في التعامل والخدمات المقدمة لكل المواطنين. وقد تلخص القرار بحرمان المواطن في ينبع البحر من حق الرعاية الصحية في مستشفى ينبع الصناعية (مُطلقاً ) ... في وقت يعيش فيه معظم سُكان ( الهيئة الملكية ) من موظفي القطاعات الخاصة والشركات العملاقة .. وتقدر نسبة موظفي القطاع الخاص في الهيئة الملكية في ينبع بنسبة لا تقل عن 95%.... وجميعهم يحصل على رعاية طبيبة خاصة من القطاع الذي يعمل فيه مثل الشركة العملاقة أرامكو السعودية والشركة الرائدة سابك وبقية الشركات الصناعية التي لا تكتفي بتكاليف علاج موظفها بل وأفراد أسرته بجانب الوالدين ... بل والمجال ليس محصوراً في مستشفى واحد بل تتعدد الخيارات والتأمينات الطبية في العديد من المستشفيات في داخل ينبع وخارجها.... وبعد كل هذا يجيء القرار الإداري من مستشفى الهيئة الملكية بحرمان سكان ينبع البحر من الرعاية الصحية وحصرها على سكان الهيئة الملكية ..!!؟ وهذا ما جعلني أقف متسائلاً ومتعجباً وبعد قرار « الحرمان « هذا ماذا يُخبّئ العقل الإداري في مستشفى الهيئة الملكية للمواطنين ومستقبلهم الصحي في ينبع ..!؟ خصوصاً وإن علمنا بأن المستشفى يفتح ذراعيه مرحباً لمن يطلب العلاج وهو يملك المال إذن فالسؤال الآخر أين يكمن التنظيم المزعوم إن كان الباعث الأول لذلك القرار هو التنظيم ..!؟ قلت بأن القرار كان إدارياً بحتاً .. إلا أن المواطن في ينبع مازال يحمل في قلبه سحابة الأمل الممطرة بالخيرات والمسرات سيدي سموالأمير / سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع حفظة الله ليتدخل وكعادته رعاه الله ويُرجع البسمة على وجوه العديد من المستفيدين من المواطنين من الرعاية الصحية بمستشفى الهيئة الملكية بينبع والذين من بينهم كبير السن والفقير الذي لا يستطيع دفع ثمن العلاج. [email protected]