أكدت جورجيفا كريستالينا، المفوضية الأوروبية للتعاون الدولي والمعونة الإنسانية، أن الوضع في سوريا يتدهور من يوم إلى آخر، وقد بلغ درجات خطر متقدمة في الشهريين الماضيين بعد انزلاق البلاد في الحرب الأهلية واستخدام الحكومة الوسائل العسكرية لإجهاض حركة الاحتجاج، حيث يحتاج ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون داخل سوريا للمساعدة، وقد اتخذت الأزمة أبعادًا إقليمية بوتيرة متسارعة نتيجة لافتقاد السوريين إلى أي ملاذ آمن داخل وطنهم. وأضافت خلال حوارها لبرنامج "مقابلة خاصة" على قناة "العربية" أن حجم المعاونات، التي قدمت إلى ضحايا النزاع داخل سوريا مقارنة بالحاجة الحقيقية يثير صدمة كبيرة، حيث نستنتج أن نسبة واحد فقط من بين ثلاثة سوريين يحصل على المعونات الغذائية، وأن نصف المشافي فقط داخل الخدمة ما يعني أن نصف السكان لا يتمتعون بالخدمات الصحية المناسبة، كما ذكرت أن المفوضية الأوروبية قدمت من جانبها مساعدات إلى المنظمة العالمية للطفولة "يونيسيف" من أجل تطعيم الأطفال؛ وذلك لأن القتال أدى إلى وقف برامج رعاية الأطفال، والتي كانت تغطي أنحاء البلاد كافة، مشيرةً إلى أن المعانة التي يلاقيها المواطن السوري شديدة نتيجة لاستمرار القتال وانهيار الاقتصاد، وكذلك بسبب الجفاف الذي أضرّ بسكان الأرياف في سوريا. وأوضحت أن المفوضية أنجزت بعض التقدّم في سوريا نتيجة للضغط الجماعي من أجل تمكين المزيد من عمال الإغاثة، وقد حصلت الأممالمتحدة على تراخيص تحرك بحرية أكبر كما أن ثمانية منظمات إنسانية دولية كانت محظورة وأصبحت الآن تعمل في سوريا، بالإضافة إلى أنه تم تقديم المزيد من المساعدات بين غذائية وطبية ووجبات للأطفال. وتابعت أن هيئات الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة، حيث إن القتال المتواصل يضاعف العراقيل أمام عمليات توزيع المساعدات ويمثل العائق الأكبر الذي يحول دون القيام بمهام الإغاثة، الأمر الذي جعلنا نطالب الطرفين الحكومة والمعارضة بالالتزام بقوانين الحرب والمواثيق الإنسانية الدولية والتي تقتضي من أطراف النزاع حماية المدنيين، وتمكين هيئات الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين ويتوجب علينا كمجموعة دولية التذكير بهذه المطالب مرات ومرات على أمل توصيل أصواتنا لأكبر عدد ممكن من الأشخاص المعنيين.