يعتقد البعض مخطئاً أن قوة الشخصية هي القدرة على فرض السيطرة على الآخرين والتسلط والعند والتعنت في أخذ القرارات، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فقوة الشخصية ترتبط أكثر بمدى قدرتك في التأثير على الآخرين وإقناعهم بما تريدين؛ لذلك يجب أن تتعلمي إتيكيت قوة الشخصية. بداية وقبل أن تلتقي أحداً قومي بتجميع أفكارك بهدوء وفكري في أهدافك من هذا اللقاء وقومي بتسجيل أفكارك في ورقة؛ لأن ذلك يعمل على تحفيزك ويجعل الحضور متميزا. حددي أولوياتك وضعيها أمامك دائماً واجعلي قائمة أعمالك تخدم أولوياتك وقومي بإنجاز أعمالك أولاً بأول ولا تؤجيلها لتكتسبي المزيد من تقدير الذات والثقة. لا تخجلي من الانتقادات وأظهري قوتك فإذا كنت موهوبة لا تدّعي العكس، وعندما يمتدحك الآخرون اشكريهم ولكن لا تقولي إن هذا الكلام غير صحيح، لا تخجلي من الاعتراف بمميزاتك فهذا حقك ولكن بأدب وحكمة وعدم وجود مناسبة لمثل هذا الاعتراف. قومي بتعليم الآخرين كيف يتعاملون معك عن طريق تلقينهم الأفكار والتصرفات الإيجابية، وأهمية أن يحترموك وعبري عن نفسك باحترامك للآخرين، واعلمي أن كل فعل من الآخر ما هو إلا رد فعل لسلوكياتنا معه وأنك المسؤولة عن نوعية علاقتك بالآخرين، لأنه حسب ردود أفعالك تجاه المواقف تحصلين على النتائج لذا يجب أن يكون رد فعلك معقولاً ومنطقياً وهادئاً مع الآخرين. تصرفي وفق ما شعورك وما تعتقدين أنه يمثلك ويتحدث عنك، فسلوكك هو ما يعبر عن شخصيتك وأي سلوكيات خارج إطار الشخصية سيجعلك شخصاً ضعيفاً أمام الآخرين. اتخذي قراراتك بنفسك ولا تخجلي من استشارة أصحاب الخبرة والثقة، ولكن ليكن القرار الأخير لك وحدك حسب ما يناسبك ويحفظ حقك وأهدافك ولا تسمحي لأحد أن يجبرك على تغيير ما أنت مقتنعة به وما ينبع من احتياجاتك الشخصية، وكوني سريعة في تنفيذ القرار لأن التردد يسيء إلى شخصيتك. قومي برفض تنفيذ الأمور التي تكرهين القيام بها ولا تقبلي أن يجبرك أحد على فعل شيء ما أو إلغاء شخصيتك، وقومي بإعلان آرائك بصراحة لا تجرح الآخرين ولكن تكفل لك إظهار شخصيتك وكيانك والدفاع عن حقك بحزم، حيث إن التنازل عن الحقوق يعبر عن عدم احترامك لذاتك، فإذا أهمل زوجك تقديم المصروف قومي بتذكيره بأدب وإن فاتتك ترقية من حقك في عملك طالبي بها بهدوء، لكن لا تتكاسلي في طلبها لأن الآخرين لا يفكرون بنا دائماً وقد ينسون حقوقنا دون قصد. لا تشككي الآخرين في مهاراتك وإمكانياتك وأظهري قوتك باستمرار وقومي بالتعبير عن حسمك مع نفسك ومحاولتك لفعل ما طلب منك مهما كان صعباً، فلا يجب أن يشعر أحد بضعفك، ثم احترمي وعودك مهما كانت الأسباب وليس من العيب أن تغيري قناعاتك إن اتضح أنها خاطئة، لكن الخطأ هو عدم الاعتذار للآخرين عندما تخذليهم، وعليك أيضاً أن تعوضيهم بما يتناسب مع حجم خذلانهم إن لزم الأمر. عوّدي الآخرين على احترام وقتك من وقت عمل أو راحة أو غيره، فإذا كنت بحاجة إلى راحة في ساعات العمل لا تسمحي للآخرين بالتطفل عليه، وإذا احتجت إلى وقت للدراسة أو العمل قومي بتخصيص ذلك الوقت لهذا العمل، فاحترامك لوقت راحتك أو عملك هو دليل على احترامك لذاتك وهو يولد أيضاً شعورا بالفخر وشعوراً بالاحترام عند من حولك.