تأتي مناسبة عيد الفطر المبارك كإحدى أهم المناسبات التي يحرص جميع المسلمين على الاحتفاء بها، في أجواء احتفالية وسط الأهل والأصدقاء، فبعد انقضاء شهر رمضان المبارك يسارع الكثير في المملكة إلى ترتيب أنفسهم من أجل اختيار أفضل الأماكن للتنزه والخروج في العيد. وقد شهدت المملكة احتفالات عديدة طوال أيام العيد الثلاثة، فمنذ أن أعلن عن قدوم العيد وبدأت الطقوس الخاصة وسط أجواء مفعمة بالمحبة والألفة والتواصل المنقطع النظير بين مختلف شرائح المجتمع. وأكد اقتصاديون على أن إنفاق الأسر السعودية خلال فترة أسبوع واحد يمتد من آخر ثلاثة أيام من شهر رمضان بلغ حوالي 13 مليار ريال، 90 في المائة منها تنفق على الكماليات، وبلغ حجم الإنفاق داخل المدن الترفيهية في جدة فقط خلال أيام العيد بنحو 160 مليون ريال، مبينين أن متوسط ما ينفقه الفرد في المدن الترفيهية يصل إلى نحو 80 ريالا خلال أيام العيد، و40 ريالا في إجازة الأسبوع. وقد أشار الاقتصاديون إلى أن هذه الأرقام تعطي مؤشرات جيدة على العائد المتحقق من إنشاء المدن الترفيهية، حيث تعتمد صناعة السياحة الآن بدرجة كبيرة على الخدمات المتوافرة ووسائل الجذب السياحي، مؤكدين أن محافظة جدة قادرة على المنافسة في مجال السياحة من خلال المشاريع الكبيرة التي تنفذ فيها والخاصة بتطوير هذا المجال؛ حيث تحتضن أكثر من 50 مدينة ترفيهية تختلف مساحاتها ومستوياتها وعدد الألعاب فيها، وتتميز بعضها بتقديم العروض الفنية والتراثية والترفيهية تحت إشراف كوادر نسائية بنسبة 100% إلى جانب المواقع المخصصة لاستقبال العائلات وتتيح لجميع أفراد الأسرة الاحتفال بالعيد معًا في مكان واحد. وفي المنطقة الشرقية توجهت العديد من العائلات إلى الأماكن العامة والحدائق والمتنزهات والشواطئ استمتاعاً بعطلة العيد في الأماكن المفتوحة خاصة فترة ما بعد العصر، فيما فضلت أسر أخرى قضاء أغلبية أوقاتها في المراكز التجارية هرباً من الطقس الحار، وشهدت مدن الألعاب في مراكز التسوق إقبالاً كبيراً من الأطفال وأسرهم. وقد شهدت المنطقة احتفالات عديدة، خاصة شاطئ نصف القمر فقد توافد عليه العديد من الزوار من داخل المنطقة وخارجها لقضاء أوقات طويلة على الشاطئ وممارسة السباحة والشواء، بينما كان الشباب يتنافسون فيما بينهم بالاستعراض والتطعيس واللعب بالدبابات فوق الكثبان الرملية. وهناك الكثير من الأسر التي افترشت المسطحات الخضراء في محافظة الخبر، فيما تزاحم الأطفال على الألعاب الموجودة في الموقع. وكان للشباب نصيبهم من تلك الكرنفالات الشعبية البسيطة وممارسة رياضة المشي على الممشى الممتد بمحاذاة البحر. وشهدت المطاعم والمقاهي الممتدة على كورنيش الخبر ازدحاماً شديداً طيلة الأيام الماضية، فيما عمدت أغلب المطاعم والمقاهي إلى منع الدخول إلاّ بعد الحجز المسبق نتيجة الزحام الشديد عليها. وشهد أيضاً متنزه الأمير سعود بن جلوي إقبالا كثيرا من الأسر والأطفال، فهو يعد الأكثر استقطاباً للجمهور في عطلات الأعياد والمناسبات المختلفة، خاصة من قِبل أهالي الخبر وزوارها خصوصاً في الفترة المسائية هرباً من حرارة الطقس في النهار للاستمتاع بالعيد في أحضان الطبيعة، فاستقبل العائلات والأطفال المتشوقين لقضاء إجازة العيد بصحبة الأهل والأصدقاء. ومن ناحية أخرى بعدما شهدت الفنادق خمولا طوال شهر رمضان، بدأ رواجها بقدوم العيد حيث ارتفعت إشغالات الغرف الفندقية إلى جانب إشغالات المطاعم ومرافق الإيواء، وأسهمت فنادق الخبر التي يزيد عددها عن 35 فندقاً ومائتي شقة مفروشة في اجتذاب العديد من الزبائن والزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج المجاورة.