أكد الرجل الثاني في النظام الليبي السابق عبد السلام جلود، أن تجربة الإخوان المسلمين في مصر والحركة الإسلامية في تونس قديمة وراسخة عكس ليبيا، مبيناً أن النظام المصري السابق كان أقل قمعاً للإخوان من النظام الليبي السابق. وأضاف جلود خلال حواره لبرنامج "مقابلة خاصة" المذاع على قناة العربية الفضائية أن ثورات الربيع العربي أسقطت أنظمة قمعية، إلا أنها لا تحمل مشروعا، مؤكدا أن الثورة مشروع فكري وسياسي حيث إن عملية الهدم سهلة أما البناء فهو عملية عسيرة ومعقدة تحتاج إلى وقت طويل حتى في البناء العمراني. كما رأى أن مشكلة ليبيا تفتقر إلى التجربة الحزبية على خلاف تونس ومصر، على رغم محاولات تقزيم الأحزاب فيهما أيام بن علي ومبارك، موضحاً أن ليبيا كانت تمتلك حزبين تقريباً قبل الاستقلال هما الكتلة والمؤتمر، وتآمر عليهما الإنجليز ونفوا القيادات الوطنية إلى الخارج حتى انتهت التجربة. وفي عهد الاستقلال كانت الأحزاب محظورة، وبالتالي لم تنعم ليبيا بتجربة ديمقراطية. وأوضح أن ما تحتاجه ليبيا هو دولة مدنية تعددية تقوم على التناوب على السلطة والمواطنة والانتخابات، مطالباً النخب الليبية أن تجاهد نفسها وتتغلب على أنانيتها وتُحول الأقوال إلى برامج. كما لفت إلى أن من الخطر على مستقبل ليبيا أن يتم تكوين أحزاب شكلية بينما محتواه قبلي أو مناطقي، مبيناً أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة جاءت كرد فعل للتدخل القطري والتركي المتزايد في الشؤون الليبية.