شاركت العديد من الدول في الاجتماع الذي تم عقده مؤخرا حول تأثير الطيران المدني على التغير المناخي بواشنطن، حيث أجمعت الدول على وجود حاجة ملحة لتحقيق تقدم في القضايا البيئية وأهمية العمل في الاجتماعات التالية من أجل متابعة الأهداف خاصة في مؤتمر الإيكاو للملاحة الجوية الثاني عشر الذي سيقام قريبا. وكانت المشاورات في الاجتماع الذي استضافه المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون تغير المناخ من أجل إحراز تقدم في قضية تأثير الطيران المدني على التغير المناخي، وذلك بحضور أهم الدول التي لها دور بارز في قضايا الطيران المدني. وقد اتفق ممثلو الدول المجتمعة على أن الجمعية العمومية لمجلس الإيكاو والتي ستنعقد في الربع الأخير من العام 2013 في المقر الرئيسي لمنظمة الطيران المدني في كندا ستضع ضمن أولوياتها وضع إطار عام للتدابير القائمة على السوق على المستويين الإقليمي والدولي. وأثنت الدول على مبادرة الحكومة الأمريكية لتفعيل السياسات والاتفاقات البيئية حيث تعد منظمة الطيران المدني الدولي هي المنتدى الدولي الأنسب للتصدي للمسائل البيئية وتحظى بتأييد معظم الدول الجادة والراغبة في إحراز تقدم في هذا المجال. وأكد الفوج الإماراتي المشارك في الاجتماع أن الدولة تقوم بمساندة مبادرات الإيكاو البيئية وأهمها وضع مواصفات قياسية للانبعاثات وتحسين تقنيات الملاحة الجوية بما يسمح بتقليص المسارات وبالتالي تقليل الانبعاثات وهذا بالإضافة إلى تقديم الدعم المطلوب للدول والجهات القائمة على البحوث العلمية والتجارب المتعلقة بأنواع الوقود البديل. وقد أكدت الدول على ضرورة تلبية الخطط الاستراتيجية التي حددتها الهيئة العامة للطيران المدني للانخراط في المسائل البيئية بشكل جماعي مع دول مجتمع الطيران المدني الدولي، حيث إن اجتماع عدد كبير من الدول لبحث قضية تأثير الطيران المدني على المناخ وتبادل الآراء والخبرات بهذا الخصوص يعتبر ذات أهمية بالغة لتسجيل موقف واستراتيجية دولية موحدة للتصدي للقضايا البيئية. ومن المعروف أن الطائرات تؤثر تأثيرا سلبيا على البيئة لما تصدره محركاتها من غازات تساهم في تغير المناخ الجوي، وعلى الرغم من محاولات التقليل من عوادم السيارات ومحاولات إنتاج وقود أكثر كفاءة ومحركات أقل تلويثا للبيئة إلا أن الارتفاع المستمر لمعدل رحلات الطيران ساهم في زيادة معدلات التلوث التي يتسبب فيها الطيران. وجرت العديد من النقاشات حول إمكانية فرض ضريبة على رحلات الطيران وإدخال الطيران إلى مخطط تجارة الانبعاثات وغيرها من المبادرات المساهمة في الحفاظ على البيئة. جدير بالذكر أنه صدرت العديد من المبادرات التي دخلت حيز التنفيذ لحماية البيئة أهمها الرحلات الخضراء التي اعتمدت من قبل عدد من شركات الطيران العالمية للحد من انبعاثات الكربون باعتماد برامج تساعد على خفض استهلاك الوقود الحيوي للطائرة والتحكم في الظروف الجوية لضمان عدم تأثر كمية الوقود التي يتم حرقها، وذلك بعد أن اتخذت مختلف شركات الطيران إجراءات للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في أجواء الاتحاد الأوروبي.