استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر السلام مساء أمس أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وكبار موظفي الديوان الملكي وديوان سمو ولي العهد وكبار المسؤولين وجمعاً من المواطنين وقادة وكبار ضباط الحرس الملكي الذين قدموا للسلام عليه - أيده الله - وتهنئته بشهر رمضان المبارك. وقد بدأ الاستقبال الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتلاوة آيات من الذكر الحكيم مع شرحها وتفسيرها. ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. بعد ذلك ألقى عضو مجلس الشورى الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي الكلمة التالية: بسم الله الواحد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله خادم الحرمين الشريفين: شرف الزمان، وألق المكان، في هذا المساء يجتمعان. رمضان أعطى للزمان بهاءه، وبكم غدا متألقاً هذا المكان، لنا يا خادم الحرمين الشريفين في هذا المساء تهنئتان، نهنئكم بحلول شهر رمضان، ونهنئ أنفسنا، أنك فينا إمام. يا خادم الحرمين: لا يمكن أن تختصر الأحرف والكلمات، ما يستحقه هذا الموقف من المعاني الواجبات، هل أتحدث عن الوطن أو المواطن، عن القيادة أو الرعية، هل أحكي قصة الإنجاز، وكم في الإنجاز من إعجاز. في فجر تاريخنا، وحدنا الإسلام، ثم فرقنا الجهلُ والخصامُ، حتى رأت الجزيرة، فارساً أعاد هيبتها، دولة عربية سعودية، أول دولة مستقلة في الجزيرة العربية، وانجح وحدة عربية حديثة، فعدنا بلاداً توحدت، وشعوباً تآلفت، من القطيف إلى القنفذة، من طريف إلى جازان، جميعنا وطن واحد، دين واحد، فكر واحد، تاريخنا واحد، ومستقبلنا واحد. لم يكن توحيد هذا الكيان، توحيد أراضي وبلدان، بل كان توحيد أرواح وأبدان، توحيد إنسان، فالكل: إنسان سعودي، وفكر سعودي، ولسان سعودي، وزي سعودي. يا خادم الحرمين: لا يكاد يوجد شبر واحد، خارج حدود هذا الوطن إلا ويعاني من مشكلة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، ولا يكاد يوجد شبر واحد داخل حدود هذا الوطن، إلا ويشهد انجازاً فكرياً، أو مشروعاً تنموياً، أو حراكاً ثقافياً، يشهد له الجاحد قبل الحامد.. وطن واحد، أمن وأمان واستقرار، نقلنا الماء إلى الجبال من البحار، أنرنا الأودية والقفار، بنينا صروح علم وصحة وأفكار، ما تركنا شارداً ولا وارد، وطن واحد، بلدة طيبة ورب غفور، وإمام عادل لا يجور، قوة في رحمة، صرامة في عدل، حزم في حكمة، هيبة في محبة. يا خادم الحرمين: يا إمام المسلمين: خطا الطائفين، وسعي الساعين، وارتواء الظامئين بماء زمزم تشهد، أن خدمة الحرمين لهذا الوطن مقصد، تحت رعاية هذه الدولة، شهد الحرمان أكبر توسعة لهما، وفي عهدكم عمارة، هي أعظم التوسعات في التاريخ، توسعة المطاف والمسعى، ومن زمزم سقيا، وأوقاف للحرمين تبنى، لكل طائف وراكع وساجد، وطن واحد، وطن رجال، أهل أقوال وأفعال، أصحاب مواقف، بيض الصحائف، باق منهم وسالف، رحم الله سلطان ونايف، حزنت وحزنا، واسيناك وواسيتنا، فأحسنت عزاءنا، أذهبت الأحزان، ألهمتنا السلوان، ولي العهد سلمان. إن اختياركم يا خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، اختيار قرت به العيون، واستبشر به المواطنون، رجل الإرادة والإدارة، ديوان تاريخ هذا الوطن. في عهدكم يا خادم الحرمين الشريفين منطقة مكة تشهد إنجازاً أقرب للإعجاز، نظرت فأمرت فتابعت فكنت نعم القائد، إصلاح واعمار ومشاريع روائد لك في كل ركن من الإبداع شاهد، ومن الرجال ساعد، نعم الساعد خالد، نراه في كل مكان ينفذ أمركم بإتقان، كأنه لا خالداً في جهده بل خوالد. يا خادم الحرمين: يا إمام، يا أبا الفقراء، والأرامل والأيتام، أنت في حبة القلب وفي سواد العين نرفع بك الرؤوس وضعتنا في الأمام، أقول وفي الختام نحمد رب الأنام أن أقامك فينا إمام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك ألقى الشاعر النقيب مشعل بن محماس الحارثي قصيدة أمام خادم الحرمين الشريفين. إثر ذلك أعلن المواطن الحبه بن سالم بن صالح الدوح النجراني أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن تنازله عن القاتل ملفي بن مبارك بن سالم الدوح الذي قتل ابنته هدى بنت الحبه بن سالم النجراني. وقد أعرب الملك المفدى عن عزائه ومواساته لذوي المقتولة، كما عبَّر عن شكره وتقديره لوالدها على تنازله عن قاتلها، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتقبل عمله وأن يتغمد ابنته برحمته ويدخلها فسيح جنته. عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية: إخواني وأبنائي.. أشكركم وأدعو لكم بالتوفيق في هذا الشهر الفضيل وأن يتقبل الله منكم دعاءكم لوطنكم وأتمنى لكم التوفيق والصحة والعافية، وهذا البلد إن شاء الله بعز وإلى عز، إلى مكانته اللائقة إن شاء الله. وأتمنى لكم التوفيق، وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم. حضر الاستقبال صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين.