أعلنت محكمة التحكيم الرياضي امس الخميس أنها رفعت عقوبة الإيقاف مدى الحياة عن رئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام والتي فرضها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتهمة دفع رشاوى في انتخابات الأخيرة العام الماضي، وذلك لعدم وجود أدلة، في حين أعرب الفيفا عن قلقه من هذا القرار. ولاحظت المحكمة في بيان رسمي لها غياب "أي دليل مباشر" ضد بن همام. وجاء في البيان "قبلت محكمة التحكيم الرياضي استئناف بن همام وألغت قرار لجنة الأخلاق في الفيفا ورفعت الإيقاف مدى الحياة" الذي اتخذه الاتحاد الدولي لاتهامه بأنه اشترى اصواتا في حملته لانتخابات رئاسة الفيفا العام الماضي ودفعه رشاوى بمبلغ 40 ألف دولار لاتحادات الكونكاف. وتابعت "لم يتم تقديم أي دليل مباشر إلى المحكمة يمكنها من إقامة صلة علاقة بين بن همام ووجود فعلي للمال في ترينيداد وتوباغو ونقل هذا المال في حقيبة أو بطريقة أخرى غير ذلك وتسليمه إلى أعضاء اتحاد الكاريبي لكرة القدم بهدف تشجيعهم على التصويت لصالح السيد بن همام". وختمت المحكمة "بعد دراسات معمقة واستنادا إلى الأدلة التي قدمت إليها فإن المحكمة ليست قادرة على الاستخلاص بقناعة بأن التهم الموجهة إلى بن همام قائمة". وأضاف البيان "محكمة التحكيم الرياضي ليست بصدد استخلاص تبرئة السيد بن همام، فالمحكمة لم تقم سوى بملاحظة أن الأدلة غير كافية". من جهته أعرب الاتحاد الدولي عن "قلقه" جراء قرار محكمة التحكيم الرياضي، لكنه لاحظ في بيان رسمي له بأن "قرار محكمة التحكيم يشير الى ان براءة بن همام لم تثبت بعد". وأضاف البيان "في المقابل، اخذ الفيفا علما بقرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي اتخذه مطلع الأسبوع الحالي بصدد فتح تحقيق بحق بن همام ووقفه من كل نشاط كروي" في قضية أخرى. وأضاف بيان فيفا "قرر رئيس لجنة الانضباط في الفيفا أن يشمل قرار الاتحاد الآسيوي الصعيد الدولي أيضا، وبالتالي فإن بن همام سيبقى موقوفا حتى جلاء الحقيقة في هذه القضية". بدوره واثر صدور قرار محكمة التحكيم الرياضي، أعلن الاتحاد الآسيوي أن عقوبة الإيقاف المؤقت لا تزال سارية بحق القطري محمد بن همام على رغم قرار المحكمة. وجاء في بيان الاتحاد الآسيوي: "في ما يخص الاتحاد الآسيوي، لا يزال السيد محمد بن همام تحت الإيقاف المؤقت من قبل الاتحاد الآسيوي بنصيحة من قرار لجنة الانضباط في 16 يوليو 2012، لمدة 30 يوما لانتهاكات محتملة لنظام الاتحاد الآسيوي، قواعد الانضباط والأخلاق". وقال الاتحاد القاري أنه أوقف بن همام بسبب "أشياء تحيط بمفاوضات وتنفيذ عقود محددة وعمليات مصرفية بين حسابات الاتحاد وحسابه الشخصي إبان توليه الرئاسة. في حين اعتبر محمد بن همام ان "الحقيقة ظهرت وضميري مرتاح" على اثر قرار لجنة التحكيم الرياضي بابطال قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) القاضي بوقفه مدى الحياة معتبرا ان الوقت ليس للثأر بل للتسامح. وقال بن همام "الحمد الله لقد ظهرت الحقيقة بعد فترة طويلة. لطالما تشبثت ببراءتي طوال فترة التحقيق لانني كنت واثقا بأنه عندما تنتقل الامور الى هيئة مستقلة للنظر في هذه القضية، ستظهر الحقيقة وهذا ما حصل". وكان الاتحاد الدولي اوقف بن همام بعد ان اتهمه بدفع رشاوى لاتحاد منطقة الكونكاكاف (اتحاد اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) للحصول على اصواتها في الانتخابات الرئاسية التي كان مرشحا لها ضد الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر العام الماضي قبل ان ينسحب منها قبل يومين من اجرائها بسبب التهم الموجهة اليه. واضاف "انا سعيد لانني استطعت اثبات ان كل الادعاءات التي سيقت ضدي لم تكن صحيحة بل كانت تسعى الى تشويه صورتي، وسعادتي اكبر لان زملائي في اتحاد الكونكاكاف استعادوا كرامتهم ايضا بعد ان تلطخت سمعتهم بسبب الافتراءات الظالمة. لقد تعرضوا لظلم كبير لأن قرار محكمة التحكيم الرياضي ستعيد لهم اعتبارهم". وتابع بن همام "الوقت ليس للثأر بل الى التسامح"، مشيرا الى انه في حاجة الى استشارة فريقه القانوني قبل الاقدام على الخطوات التالية التي سيقوم بها. وكانت المحكمة رفعت عقوبة الايقاف مدى الحياة عن بن همام وهو قرار غير قابل للاستئناف من قبل اية جهة. وضمت المحكمة ثلاثة قضاة هم الاسباني خوسيه ماريا الونسو (رئيس)، وفيليب ساندس (بريطانيا) ورومانو سوبيوتو (بلجيكا)، وقد صوت اثنان مع القرار في مصلحة بن همام وواحد ضده.