أيام فقط، ونستقبل شهر الخير والبركة إن شاء الله، شهر لن يعود إلا بعد عام، فهل شعر أحدنا أن شهر رمضان الماضي أكمل العام!!. رغم أن هذا الشهر عبارة عن أيام قلائل تنتهي بعد أربعة أسابيع فقط، إلا أنه حافل بكل جديد ومثير. حافل للموظفين والموظفات، وإن كنت أجزم أنه أفضل للموظفين، وأكثر جهداً على الموظفات، النهوض مبكراً، العودة من العمل ربما الثانية أو الثالثة ظهراً، ثم النوم للموظفين، ودخول المطبخ للموظفات، الاجتماع على سفرة الإفطار (قلت سفرة) ولم ولن أقول طاولة الطعام، وأنتم اعلم لماذا!! ثم التلفاز وما أدراك ما التلفاز، ربما يستطيع البعض نزع نفسه عن هواها والذهاب لصلاة التراويح، وربما الاكتفاء بصلاة العشاء ومن ثم السهر والزيارات، ومشاهدة البرامج. وفي هذا الشهر ينشط كل شيء، ولا أنكر النشاط المضاعف للشيطان، وإلهائه للإنسان، أولاً بالبرامج التلفزيونية المتنوعة والمتعددة، والموضة المتبعة منذ العام الماضي، المسلسل حصرياً على...... التنافس الشديد بين المحطات، والأعداد المبالغ فيها للمسلسلات، وكأن شهر رمضان هو الموسم لهذه الأعمال. وأيضاً في هذا الشهر تنشط الأسواق، وتتباهى المحلات التجارية بما تعرضه من ملابس وزينة وما شابه، ونسمع بما يقال عنه تخفيض، ولكن أكيد أننا لا نراه، بل نسمع عنه فقط!!. كل هذا وهو شهر فقط، ينتهي الراتب قبل دخوله، ويكون شهره، وما قبله، وما بعده أزمة حقيقية للموظفين. حين تشاهد الناس في رمضان بتنوع أفكارهم، وميولهم وهواياتهم، تستغرب أليس هذا الشهر من كان الصحابة ينتظرونه ستة أشهر، ويدعون أن يبلغهم الله عز وجل رمضان، أو ليس هو ذاته من كان الصحابة يدعون بعده ستة أشهر أن يتقبل الله منهم أعمالهم التي قدموها في رمضان!!. ونحن في هذا الزمن، نراه يخرج من بين أيدينا بسرعة، ويعود لنا أسرع مما خرج، فهل فكرنا في اغتنامه. أذكركم وأبدأ بنفسي أولاً أن رمضان شهر عبادة، شهر صومٍ وصلاة، وختم للقرآن. وقفة: نعلم جيداً أن العيد بعد شهر رمضان فلماذا لا نتسوق قبل شهر رمضان؟؟ ونعلم جيداً أن البرامج التلفزيونية ستعاد، وكل محطة ستعرض ما كان حصرياً عند الأخرى، فلماذا لا نكتفي بالقليل فقط، ونترك الأغلبية لبقية العام؟؟ أتمنى من الله العلي العظيم أن يساعدنا ويعيننا على صيامه وقيامه، وتقبل الله منا ومنكم الصالح من الأعمال، وعفا عنا وعنكم الزلات ونقائص الصلوات والأعمال. [email protected] قاصة سعودية