مرحلة المراهقة هي المرحلة التي تمر فيها الفتاة بالعديد من التغيرات، وتعد مرحلة تكوين شخصيتها ولكن تسودها العديد من الصفات والسمات التي تتغلب على أغلب الفتيات في هذه المرحلة، ومنها العصبية والتهور والاندفاع وعدم الرغبة في الاستماع، وهي جميعها صفات لا إرادية مكتسبة، تستمر طوال المرحلة مع الفتاة، مما يسبب لها العديد من المشكلات مع العائلة، حيث إن الانفعال والغضب وعدم التحكم في الأمور يعد من أكثر الأشياء التي تفقد بنات حواء أنوثتهن وجاذبيتهن، ولكن اقترح العديد من أخصائيي الطب النفسي مجموعة من العوامل التي تحارب كل شيء يستطيع أن يشوه أنوثة وجاذبية الفتاة في مرحلة المراهقة بطريقة غير مباشرة. فينصح الخبراء الفتاة المراهقة بضرورة تعلم فن الصمت والاستماع للآخرين، فهناك حقيقة هامة يجب أن تدركها الفتيات وهي أن الصمت يمنح طاقة قوية للتفكير بعمق في كل ما يدور حولنا، وبالتالي ينظم التفكير، والاستماع يعطي فرصة للتفكير ومن شأنه التأثير في الآخرين، ويجب أن تعلم أيضاً أن كثرة الكلام وعدم إعطاء فرصة للغير للتعبير عن رأيه طبع سيء، فقد نجد الفتاة تتحدث بسرعة فائقة وبحماس بالغ وبنبرة صوت يملؤها العصبية أو المبالغة مما يعكس صورة سلبية لها أمام الآخرين. كما يجب أن تعلم الفتاة المراهقة أن الشخص الهادئ ذا الشخصية البسيطة الذي يرغب دائماً للاستماع للآخرين يتميز بالقبول ويكسب ثقة وتقدير واحترام الآخرين على عكس الفتاة الهوجاء التي تملأ الجو بصوتها وحركاتها الغير محسوبة، والتي قد تعطي انطباعات خاطئة عن شخصيتها دون أي داع. ومعظم البنات في فترة المراهقة يكون لديهن مشكلة تشوه من شكلها ومنظرها أمام الجميع، وهي السرعة في الكلام وارتفاع الصوت بشكل قد يكون غير محبب في كثير من الأحيان، وقد تعتقد الفتاة المراهقة أن هذه السمات تزيدها جاذبية وأنوثة وتأثير، ولكن في الواقع أن الصوت العالي والكلام بسرعة وعدم القدرة على الاستماع للآخرين من أكثر السمات الغير محببة حتى وإن كانت ردود أفعال الآخرين لا تدل على ذلك، فالصوت العالي لا يكون أبداً تعبيراً عن الحق أو أن الفتاة على صواب، حيث إن السيطرة على الموقف وجذب انتباه الآخرين يكون من خلال الهدوء والبساطة وترك الفرصة للآخرين للتعبير عن آرائهم دون مقاطعة. وفي أكثر الأحيان يغلب على الفتاة في تلك المرحلة صفة الأنانية، وتكون نظرة الفتاة المراهقة قاصرة على شخصها واحتياجاتها ومعاناتها هي فقط ولا تهتم بمن حولها ومشاكله، فهي لا تهتم إلا بنفسها فقط، وهذا بالطبع موقف غير صحيح، ويجب أن تتذكر الفتاة دائماً أن هناك أطرافا أخرى تتعامل معهم في هذه الحياة ويجب مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم ومساعدتهم في التغلب على معاناتهم، ولابد أن تعلم المراهقة أن الحياة تستلزمها ضرورة الوقوف بجانب الآخرين حتى تجد من يقف بجانبها في يوم ما. وفي هذه المرحلة أيضاً تكون مشاعر الفتاة المراهقة مبالغاً فيها سواء كانت مشاعر فرح أو غضب، حيث إن انفعالات الفتاة المراهقة تتسم بعدم الاتزان، ولكن ينصح الخبراء بضرورة اعتياد الفتاة على ضرورة كتابة يومياتها، فالكتابة قد تكون مفيدة في تفريغ الشحنات العاطفية، كما أنها تعتبر مصدراً من مصادر الخبرة التي تكتسبها الفتاة المراهقة من المواقف المختلفة التي تمر بها في حياتها.