التعامل مع الناس باحترام يجلب لنا حبهم وثقتهم بنا، وهناك العديد من الأساليب التي يجب أن نسير عليها حتى نكسب ودهم واحترامهم بممارستها وإجادة تطبيقها والبعد عن أشياء أخرى قد تسبب لك كراهية الأشخاص. إذا تطوعت لمساعدة الناس أو حل مشاكلهم، فلا تتجاوز الحدود بالتدخل في شئون حياتهم، وإلا فإنك تسبب لهم الضيق والنفور، ولا تحاول بناء سمعتك على حساب سمعة الآخرين وإفشاء أسرارهم في معرض التفاخر بدورك معهم، واحذر الثرثرة والجدل لدرجة التبجح. لا تغتب الناس وتتحدث عنهم بما يكرهون، فإن ذلك يخلق لك مشاكل معهم، كما أنه يفقدك ثقة الحاضرين وحبهم ويجعلهم ينفضون عنك خوفاً أن تلعب معهم نفس الدور، ولا تلبس ملابس شاذة، تظهرك في مظهر غريب الأطوار، صحيح أن الأناقة تتجلى في الذوق الخاص، لكن لا ينبغي أن نتعدى خطوط الأنماط السائدة. ويجب التعود على حفظ أسماء الأشخاص وتذكرها، وإياك أن تخطئ في ذكر اسم شخص، فإن المرء يستاء ويشعر بالإهمال إذا أخطأت في اسمه، ولا تتوقع إلا أن يعاملك بنفس التجاهل. يجب أن تكون مريحاً بأقوالك وتصرفاتك، ولا تسبب بوجودك أي نوع من التوتر والقلق، فكن هادئاً، متسامحاً، وحليماً ولا تكن أنانياً محباً لذاتك، ولا مغروراً متعالياً. وافعل كل ما يشيع بين الناس أنك قدوة حسنة، وأن صحبتك مشوقة ومفيدة، حتى يلتفوا حولك، وداوم على اكتشاف عيوبك ومحاولة التخلص منها وتحسين شخصيتك أولاً بأول، مع تأكيد محاسنك التي يحبها الناس. وحاسب نفسك بين الحين والآخر في فترات متقاربة، وحدد بصدق وأمانة نواحي الخطأ أو التقصير في علاقتك بالآخرين، وصحح مواقفك منهم على قواعد الدين والأخلاق، لتعود علاقتك بهم على وضعها الصحيح. ولا تدع فرصة تفوتك دون أن تقدم عبارة تهنئة في مناسبة سعيدة أو تعبر عن ألمك لمناسبة حزينة، وواظب على العبادات وعلى الاطلاعات الدينية والأخلاقية، ليصبح لك من قوة الشخصية والخبرة الشمولية ما يساعدك على إبداء الرأي. كما يجب أن تكون اجتماعياً واخرج من عزلتك، ووسع دائرة علاقاتك الاجتماعية، ولا تكن من الذين يتقوقعون لأنهم يخشون الاتصال بالناس، وخذ فرصتك في التحدث مع الناس، فإذا لم تقبل عليهم سيظنون أنك غير مهتم بهم. وشارك في عضوية الأندية والجمعيات والنقابات وغيرها من مراكز التجمع ذات السمعة الطيبة؛ لأنها خير وسيلة لتوسيع دائرة المعارف، فابحث عن النادي أو الجمعية التي تستطيع أن تمارس فيها هواية تحبها أو نشاطا تفضله واهتم بما يقوله الآخرون، فإن حسن الاستماع وإبداء الاهتمام، وتكرار الاتصالات من شأنه أن يجذب الناس إليك.