في برنامج (آخر من يعلم) على ال (mbc)، كشفت الفنانة الكويتية (منى شداد) عن مشكلتها، وصارحت الناس بعيبها الكبير: (الطيبة الزائدة)! ليست وحدها في ذلك، كل أهل الفن العربي، فيما يبدو، يعانون من مشاكل وعيوب وأمراض مشابهة، هذا عيبه الصدق والصراحة، وهذه عيبها القلب الأبيض والثقة المتناهية في الناس، وذلك مريض بالالتزام، وتلك مريضة بالوضوح، ورابع يعاني من العصبية في الحق، وخامسة مصابة بالوفاء والإخلاص، وهكذا الجميع مصاب بأمراض، ويدعي صعوبة، إن لم يكن استحالة، القدرة على تجاوزها. منى شداد ليست الوحيدة، ولا هي الأولى ولا الأخيرة المصابة بمثل هذه الأمراض المشرفة والعظيمة، جميعهم وجميعهن، بدون استثناءات واضحة، يعانون من هذه الأخلاق متناهية الحسن، والتحليل البسيط لمثل هذه الثرثرة الخائبة يمشي في اتجاهات عدة، الأول أنهم يكذبون علينا ويزايدون في مسألة أخلاقياتهم، فمن يرون أن الطيبة والصدق والوفاء والنية الصالحة والالتزام والغضب في الحق وبياض القلب ونقاء السريرة والثقة في الناس والكرم وغيرها من محاسن الخلق هي ما يعيبهم، فكيف بنا إن سألناهم عن مزاياهم إذن؟! التحليل الثاني أنهم يكذبون على أنفسهم، فهم يحاولون رمي كل خيباتهم وفشلهم وانكساراتهم على الآخرين، ليس فيهم من يعاني الغباء أبدا، لكنها الطيبة الزائدة، وليس فيهم من يغرق في علاقات اجتماعية ومهنية زائفة، لكنها الثقة في الناس، وليس فيهم من هو نمام يغتاب الرائح والغادي، لكنه الصدق، وليس فيهم من يصرف ببذخ ليتبجح بماله وفلوسه، لكنه الكرم. التحليل الثالث أنهم مجموعة من الجهلة لا يعرفون ما يقولون، الرابع أنهم يحسبوننا مجموعة من الجهلة لا نعرف ما يفعلون، الخامس أتركه لكم مع هذه الملاحظة الصغيرة: ألا يحق لنا أن نتشكك ونرتاب فيمن يعتبر الفضائل عيوبا، وكيف لا يخشى هؤلاء من فضيحة يمكن لطفل اكتشافها: إن من يعتبر الصدق عيبا هو بالضرورة يعتبر الكذب ميزة ؟! شخصيا، وعلى طريقة (عيني في عينك)، أحدق في كل واحد من هؤلاء وأقول: (عيبي في عيبك)!!