تصوير : إبراهيم بركات صدر اليوم التقرير العالمي لطب الأسنان و الذى صنف التآكل الحمضي – التليين والفقدان التدريجي لمينا الأسنان – باعتبارها واحدة من أكبر الاهتمامات لصحة الفم والأسنان في العالم. ويحتوي التقرير الذي يحمل عنوان " التآكل الحمضي... التهديد الكبير بعد نخر الأسنان؟" على العديد من البحوث والتحاليل من قبل أرقى الخبراء العالميين للأسنان والذين قد أجمعوا بأن السبب الرئيسي لتآكل المينا هو نمط النظام الغذائي الحديث. وتعليقاً على الموضوع، قال الدكتورة سلمى غلايني "يعتبر النظام الغذائي العصري غنياً بالأحماض إلى أقصى حدّ، ويشكّل سبباً قد يؤدي وبشكل دائم إلى إلحاق الأذى بمينا الأسنان. وتناول المأكولات والمشروبات الحمضية مثل الفواكه والعصائر الحمضية، بشكل متكرّر قد يؤدي إلى التآكل الحمضي." وتضيف الدكتورة قائلاً: "يعاني أغلب مرضاي من حالات التآكل الحمضي إلى حد كبير، وللأسف ما ان يفقد مينا الأسنان فلا يمكن تعويضه، لذا الوقاية أفضل سياسة يجب اتباعها. وهذا لا يتحقق الا من خلال الوعي والتنبه لهذه الحالة والاستعداد لإجراء تغييرات بسيطة في أسلوب و نمط حياتنا." ويظهر التآكل الحمضي عند تعرض الأسنان للمأكولات أو المشروبات الحمضية مثل الفواكه وعصير الفواكه والمشروبات الغازية. وقد يؤدي هذا التأثير الحمضي مع الوقت إلى إضعاف طبقة الحماية، لا سيما إذا حدث أي كشط عند تنظيف الأسنان بالفرشاة، وبالتالي إلى التقليل من سمك مينا الأسنان، الذي يسبب بدوره تغيير تركيب الأسنان وشكلها ومظهرها وتصبح حساسة اكثر. وترك آثار غير مرغوب فيها على الأسنان بالاضافة الى اصفرار بفعل تآكل الحمضيات لهذه الطبقة. ويقول الدكتور عيسى إبراهيم من عيادات المدار: "تقريباً، كلّ شخص ذات أسنان طبيعية سيعاني من بعض علامات التآكل الحمضي. ويتزايد عدد الأشخاص المصابون بهذه الحالة بسبب تناول كميات أكبر من المأكولات والمشروبات الحمضية. وبالرغم من انتشار ظاهرة التآكل الحمضي، لا يزال هناك قلة إدراك لهذه المشكلة بين الناس وهذا ما يشكّل قلقاً كبيراً. وبما أنه من الصعب اكتشاف التأثيرات المبكرة للتآكل الحمضي، يتوجب على كلّ شخص زيارة طبيب الأسنان بانتظام للتأكد من كشف أي علامة من علامات التآكل الحمضي، ومن القيام بخطوة ما لحماية أسنانه." قد يؤدي التآكل التدريجي لمينا الأسنان الناجم عن التآكل الحمضي إلى انكشاف عاج السّن ما يسبّب حساسية الأسنان التي غالباً ما تتمثل بوخز يظهر عند تناول المأكولات أو المشروبات الباردة أو الساخنة أو الحلويات. وعلى المدى الأطول، قد تعني تأثيرات التآكل الحمضي ضرورة الخضوع لعلاج للأسنان من أجل حمايتها. وتشتمل أشكال العلاج على وضع حشوة في السّن، أو تاج خاص لاستعادة لون السّن السابق وشكله السابق.