يدرك الجميع بأن تسوس الأسنان الناتج عن تناول السكريات هو حالة أساسية في صحة الفم عند الاطفال. ومع ذلك فقد أعلنت إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال العناية بالفم أن أسنان الأطفال هي تماماً مثل أسنان الكبار معرضة للتآكل الحمضي، وهو مشكلة تحدث بفعل نسبة الاحماض في نمط الغذاء الحديث. في عام 2007، حددت GSK حالة التآكل الحمضي على أنها واحدة من مشاكل الأسنان في القرن الواحد والعشرين. فالتآكل الحمضي يحدث عندما تتفاعل الاحماض الموجودة في الاطعمة والمشروبات على سطح الاسنان، مما يضعف طبقة مينا الأسنان وتبدأ في الزوال تدريجياً ويؤدي إلى انخفاض كثافة طبقة مينا الاسنان. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك هذا التآكل في طبقة المينا إلى تغيير في تركيبة وشكل ومظهر الأسنان مما يجعلها حساسة.وأعلنت سنسوداين هذا العام عن بحث عالمي جديد أكدت فيه أن التآكل الحمضي هو مشكلة متنامية عند الاطفال بنسبة ما يزيد عن 30% للأطفال البالغين 12 عاما وما يزيد عن 53% للاطفال في عمر الخمس سنوات من حيث فقدان سطح الاسنان. أما في منطقة الشرق الأوسط حيث تقع نسبة كبيرة من السكان ضمن شريحة أعمار تتراوح ما بين صفر إلى أربعة عشر عاماً، يشكل التآكل الحمضي تأثيراً حاداً. فعلى سبيل المثال، يقع اكثر من 38% من السكان في المملكة العربية السعودية في هذه الشريحة من الأعمار، ومثله في الامارات العربية المتحدة والذي يبلغ 3،25%. فأسنان اللبنية عرضة لخطر التآكل الحمضي وذلك يعود الى قلة نسبة المواد المعدنية، ومن اللحظة التي يبدأ فيها نمو الاسنان الدائمة للاطفال يكونون عرضة لهجوم التآكل الحمضي.قد تؤدي عادات الاطفال الغذائية الى التآكل الحمضي، فهم يستهلكون العديد من المأكولات والمشروبات الحمضية في وجباتهم اليومية. على سبيل المثال، بعض أنواع الفواكه مثل الكمثرى والتفاح، وعصائر الفواكه و المشروبات الغازية تحتوي على كمية عالية من الأحماض. فالاستهلاك المستمر للمأكولات والمشروبات الحمضية يمكن ان يدمر أسنان الأطفال حيث ان تلك الأحماض تقوم بتدمير طبقة المينا وتجعلها عرضة للتآكل الحمضي. ومن بين العلامات الاولى التي تشير على بدء التآكل الحمضي لأسنان الأطفال شفافية الأسنان الأمامية، وتآكل حواف الأسنان علاوة على ضعف الضروس الثابتة.